حكاية الفلاح والحصان المفقود

 

حكاية الفلاح والحصان المفقود

حكاية الفلاح والحصان المفقود

في إحدى القرى الصينية القديمة، عاش فلاح بسيط يُدعى "لي وانغ" في كوخ متواضع مع ابنه الوحيد. كان لي وانغ يملك حصانًا قويًا، يعتبره أهم ممتلكاته، فقد كان يساعده في فلاحة الأرض ونقل البضائع. وكان الحصان هو مصدر رزقه الوحيد.

اليوم الأول: الحصان المفقود

ذات يوم، هرب الحصان من الحظيرة واختفى في الجبال. حين علم جيران لي وانغ بالأمر، جاءوا يعزونه على خسارته الكبيرة. قالوا:

  • "يا لها من مصيبة! كيف ستعيش الآن بدون حصانك؟"

لكن لي وانغ، بابتسامة هادئة، أجاب:

  • "ربما تكون مصيبة، وربما تكون نعمة. من يدري؟"

اليوم الثاني: عودة الحصان

بعد أيام قليلة، فوجئ الجميع بعودة الحصان إلى المزرعة، ولكن ليس وحده! فقد أحضر معه مجموعة من الأحصنة البرية. انقلبت المصيبة إلى نعمة، وجاء الجيران مهنئين لي وانغ، قائلين:

  • "ما أعظم حظك! الآن أصبحت تملك عدة أحصنة بدلاً من واحد."

لكن لي وانغ رد بنفس الهدوء:

  • "ربما تكون نعمة، وربما تكون مصيبة. من يدري؟"

اليوم الثالث: إصابة الابن

قرر ابن لي وانغ تدريب أحد الأحصنة البرية. أثناء محاولته ترويض الحصان، سقط من فوقه وكسر ساقه. عاد الجيران هذه المرة ليواسوا الفلاح، قائلين:

  • "يا للمصيبة! لقد أصيب ابنك الوحيد، من سيساعدك الآن في العمل؟"

وكالعادة، رد لي وانغ بنفس الكلمات الحكيمة:

  • "ربما تكون مصيبة، وربما تكون نعمة. من يدري؟"

اليوم الرابع: تجنيد الشباب

في اليوم التالي، جاءت جنود الإمبراطور إلى القرية لتجنيد جميع الشباب للذهاب إلى الحرب. كان الجنود يأخذون كل شاب قادر على القتال، لكنهم لم يأخذوا ابن لي وانغ بسبب إصابته. جاء الجيران مرة أخرى، قائلين:

  • "يا لحظك العظيم! لقد نجا ابنك من الحرب بفضل إصابته."

ابتسم لي وانغ وقال:

  • "ربما تكون نعمة، وربما تكون مصيبة. من يدري؟"

الحكمة من الحكاية

تُعلمنا هذه الحكاية أن الحياة مليئة بالمفاجآت، ولا يمكننا دائمًا الحكم على الأمور فور حدوثها. ما قد يبدو مصيبة في البداية قد يتحول إلى نعمة، وما نعتبره نعمة قد يحمل معه تحديات غير متوقعة. الحكمة تكمن في الصبر والقبول، وترك الأمور تتكشف مع الوقت، لأننا لا نعرف الخير الحقيقي وراء الأحداث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.