تحليل قصيدة كبوة الريح للشاعر المغربي أحمد المجاطي

 

أحمد المجاطي

الموضوع : شعر التفعيلة__ 

 الحصة: توضيف الأساطير والرموز_

قصيدة:"كبوة الريح "للشاعر أحمد المجاطي_

__النص:


على المحيط يستريح الثلج والسكوت

تسمر الموج على الرمال

والريح زورق بلا رجال

وبعض مجداف وعنكبوت من يشعل الفرحة في مدامعي؟

من يوقظ العملاق من يموت؟

رائحة الموت على الحديقة

تهزأ بالفصول

وأنت يا صديقة

حشرجة ودمعة بتول

ووقد أقدام على الطلول

تبحث عن حقيقة


عن خنجر عن ساعد يصول

وكان ريش النسر في جراحنا العميقة

فماً وصمتاً ظامئاً لدقة الطبول

لعصفة من كرم الريح تبل ريقه

وحلبة النزال أي غيمة رقيقة

تحوم حول كبوة الخيول

عودوا بأشلائي، دمي لم يبتسر طريقه

من مد للفجر يداً يستعجل الوصول؟

من شد عند صخرة ظنوني؟

ومد منقاراً إلى عيوني؟

يا سارق الشعلة إن الصخب في السكون

فاقطف زهور النور، عبر الظلمة الحرون

نحن انتجعنا الصمت في المغارة

لأن نتن الملح لا تغسله العبارة

فانزل نعي للبحر تحت الموج والحجارة

لا بد أن شعلة تغوص في القرارة

فارجع بها شرارة

تنفض توق الريح من سلاسل السكوت

تعلم الإنسان أن يموت …. !


أحمد المعداوي


__المطلوب: رصد أهم  الرموز الموظفة في النص و بيان دلالاتها

تحليل قصيدة "كبوة الريح" للشاعر المغربي أحمد المجاطي يتطلب النظر في عدة جوانب: البناء الفني، اللغة والأسلوب، القضايا التي تناولتها القصيدة، ودلالاتها الرمزية. فيما يلي تحليل مفصل:


1. السياق العام للقصيدة:

تندرج قصيدة "كبوة الريح" ضمن حركة الشعر الحر التي ظهرت في منتصف القرن العشرين، وهي تعكس انشغالات الشاعر بقضايا الأمة العربية، خاصة في فترة ما بعد الاستعمار وما صاحبها من خيبات وآمال. "كبوة الريح" تعبر عن إخفاقات الأمة وتطلعاتها في مواجهة التحديات.


2. الموضوع العام:

تتناول القصيدة موضوع النهوض بعد السقوط أو الكبوة، حيث ترمز الريح إلى القوة والاندفاع نحو التغيير، بينما الكبوة تشير إلى الإخفاقات التي تواجه هذا الاندفاع. تعكس القصيدة صراعًا داخليًا بين اليأس والأمل، وبين الهزيمة والإصرار على النهوض.


3. البنية الفنية:

أ. الشكل والبنية:

  • التفعيلة: القصيدة تُكتب ضمن إطار الشعر الحر القائم على وحدة التفعيلة، مما يمنحها مرونة في البناء والإيقاع.
  • التقسيم: تنقسم إلى مقاطع تحمل كل منها دلالات رمزية تعزز المعنى العام.
  • الإيقاع: يتميز الإيقاع بالحيوية والتدفق، مما يعكس حالة الريح وما تحمله من حركة وصخب.

ب. الصور الشعرية:

  • تعج القصيدة بالصور الرمزية مثل "الريح" و"الكبوة"، حيث تشكل الريح رمزًا للقوة والأمل، بينما الكبوة رمز للإحباط.
  • الشاعر يستخدم الاستعارة والتشبيه بكثافة، مما يخلق عالماً شعرياً يفيض بالدلالات.

4. اللغة والأسلوب:

  • اللغة: تتسم بالعمق والرمزية، حيث تحمل الكلمات دلالات متعددة. استخدم المجاطي لغة حداثية تمزج بين البساطة والغموض.
  • الأسلوب: يجمع بين الوصف والتأمل، حيث يُظهر تأملات الشاعر في الواقع العربي بطريقة فلسفية ووجدانية.
  • التكرار: تكرار بعض الكلمات أو الصور يعزز الإيقاع الموسيقي ويؤكد على محورية الرموز مثل "الريح" و"الكبوة".

5. الرمزية والدلالات:

  • الريح: رمز للقوة الكامنة التي تحرك الشعوب نحو التغيير، لكنها قد تكون أيضًا مدمرة.
  • الكبوة: ترمز إلى العثرات التي تواجه الأمة، لكنها تحمل في طياتها فرصة للنهوض.
  • الصراع: يجسد الصراع بين الريح والكبوة حالة الأمة العربية بين التقدم والإخفاق.

6. القضايا المطروحة:

  • الخيبة والأمل: تعكس القصيدة حالة الإحباط التي عاشها العرب بعد النكسة، لكنها تحمل دعوة للنهوض.
  • النضال والتحرر: تبرز أهمية مواصلة النضال رغم الكبوات، في إشارة إلى ضرورة مواجهة التحديات بعزيمة.
  • الهوية والانتماء: تشير القصيدة إلى البحث عن الذات القومية والثقافية وسط المتغيرات العالمية.

7. الرسالة والهدف:

تسعى القصيدة إلى بث روح النهوض والإصرار، مع الاعتراف بالصعوبات التي تواجه الأمة. رسالة الشاعر أن الكبوة ليست نهاية المطاف، بل هي جزء من مسيرة الحياة التي تتطلب استمرار المحاولة.


8. خاتمة التحليل:

قصيدة "كبوة الريح" لأحمد المجاطي تعدّ نموذجًا للشعر الذي يدمج بين الذاتية والموضوعية، حيث يتأمل الشاعر في حال الأمة، محاولاً إيجاد معاني أعمق للسقوط والنهوض. تبرز أهمية هذه القصيدة في قدرتها على التعبير عن هموم جيل بأسره، بأسلوب شعري حديث يجمع بين الرمزية والتأمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.