تلوث المياه

تلوث المياه الطبيعية:
 إن الماء وسط حي متوازن تتعايش فيه عدة كائنات حية وإذا دخلته مواد سامة فإن البكتيريا تقوم بتحليلها وإبطال مفعولها ،إلا أنه إذا إرتفع تركيزهذه المواد فإن ذلك يؤديإلى إضمحلال الأ كسجين في الوسط المائي مما يؤدي إلى موت العديد من المخلوقات الحية وخصوصا الأسماك.

امثلة عن التلوث تنذر بالخطر:
 
المثال الأول:

 
في سنة1953   ظهر تسمم جماعي بالزئبق في قرية يابانية يعيش أهلها على صيد الأسماك وتقع هذه القرية في خليج
مينماتا، كان بقرب القرية مصنع يستعمل الزئبق حافزا ويطرح جزأ  منه ضئيلا منه في البحر لكن الزئبق دخل في غذاء عدة أجناس بحرية التي تكون سلاسل غذائية وتركز فيها حثى أصبح تركيزه عند بعض الأسماك عشر آلاف مرة تركيزه في الماء.
مرض مينماتا  يشار إليه أحيانا  بالمتلازمة العصبية الناجمة عن تسمم الزئبق الحاد. وتشمل أعراضه الترنح وخدر اليدين والقدمين والضعف العام في العضلات وتضييق في مجال الرؤية وتلف السمع والنطق. وفي الحالات القصوى الخلل العقلي والشلل والغيبوبة والموت الذي يتبع ذلك في غضون أسابيع من ظهور الأعراض ويمكن أن يؤثر النوع الخلقي من أنواع هذا المرض أيضا على الجنين في الرحم.
اكتشف مرض مينماتا أول مرة عام 1956 في مدينة ميناماتا في محافظة كوماموتو في اليابان. والسبب فيه هو إطلاق ميثيل الزئبق في مياه الصرف الصناعي في مصنع مؤسسة شيسو للكيماويات والذي استمر من 1932-1968. تتراكم هذه المادة الكيميائية شديدة السمية أحيائيا في المحار والسمك في خليج ميناماتا وبحر شيرانوي التي عندما يأكلها السكان المحليين تؤدي إلى التسمم بالزئبق. ورغم استمرار وفاة القطط والكلاب والخنازير والوفيات البشرية على مدى أكثر من 30 عاما، إلا أن الحكومة والشركة فعلتا القليل لمنع للتلوث.
كان عدد الضحايا المعترف به رسميا في مارس 2001، هو 2265 ضحية، توفي منهم 1784 وحصل أكثر من 10000 على تعويض مالي من شيسو؛  وبحلول عام 2004  دفعت شركة شيسو 86 مليون دولار كتعويضات، وفي العام نفسه صدر أمر لتنظيف التلوث فيها ؛ وفي 29 مارس 2010 تم التوصل إلى تسوية لتعويض الضحايا المنتظرين غير المصادق عليهم.
وحدث الاندلاع الثاني لمرض ميناماتا في ولاية نيجاتا عام 1965. يعتبر كل من مرض ميناماتا الاصلي ومرض نيجاتا ميناماتا أثنين من أربعة من أمراض التلوث الكبيرة في اليابان.

المثال الثاني المد الأسود وضحاياه: 


إن حادثة حاملة النفط طوري كانيون يوم18 مارس والذي إنتشر إثره ما يقارب من 50000 طن من البترول الخام أبدى للرأي العام مدى خطورة التلوث البحري بالهيدروكربورات؛ ففي هذه الحالة جرفت التيارات البحرية البترول حتى الشواطئ الفرنسية والبريطانية حيث تكون ما يسمى بالمد الأسود فلوث المسابح والمناطق الشاطئية وقتل العديد من الطيور والأسماك..

مثال آخرعن تلوث المياه بالمواد الإشعاعية:  

هذا التلوث هو نتيجة الإنفجارات النووية والمياه المستعملة داخل المعامل الذرية،وكذا تكديس الفضلات الذرية داخل خزانات خاصة،خصوصا أن عمر هذه الخزانات التي توضع إما داخل مناجم أو تدفن في أعماق البحار يكون أقل من مدة النشاط الإشعاعي للمادة الموجودة بداخلها.
أمثلة: مدة النشاط الإشعاعي لليود 129تساوي 20 مليون سنة،مدة النشاط الإشعاعي للسيزيوم تساوي3ملايين سنة.
من جهة أخرى فإن التركيز
البيولوجي للمواد ذات النشاط الإشعاعي مخيف جدا ،  هذه بعض الأمثلة بالمقارنة مع تركيز الماء لهذه المواد الرخويات تركز 6900مرة مادة الفليور،طحالب نهر فيكتوريا تركز1000مرة المواد الإشعاعية.

إذن أسباب التلوث مختلفة،فالملوتاث جد مختلفة بأصلها وطبيعتها ونذكرمنها على الخصوص: 
  • المواد العضوية المتحللة والمواد البرازية. 
  • المنتوجات الكيماوية المستعملة في محاربة ناقلات الأمراض والطفيليات مثل: كبريتات النحاس.
  • المواد المقاومة للطفيليات والمبيدات كتلك التي تستعمل ضد الرخويات أو يرقات الحشرات.
  • الهيدروكربور الناتج عن تنظيف خزانات ناقلات البنزين من 100طن إلى 200طن للخزان الواحد من الهيدروكربور تهرق في الماء. 
  • الفضلات والأزبال المنزلية التي تذهب في مياه الصرف الصحي والمصحوبة بالمنظفات المنزلية.
  • الفضلات الكيماوية للمصانع مثل الزئبق الذي يطرحه مصنع الورق وما تطرحه مصانع السكرومصانع أخرى مثل الفينول والقطران والأحماض... 
 ومعظم المصانع تتخلص من فضلاتها في الأنهار أو البحر رغم أنها محتاجة إلى الماء لإنجاز عملياتها فمثلا للحصول على 100 لتر من البنزين المصفى يحتاج معمل التكرير إلى 2300 لتر من الماء،وبالولايات المتحدة الأمريكية تستهلك مصانع الحديد وحدها يوميا  42 مليارلتر من الماء ويصل هذا العدد إلى 756مليارلتر في اليوم بالنسبة إلى مجموع صناعات أمريكا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.