التضاريس الكارستية



 
التضاريس الكارستية

التضاريس الكارستية:

يعتبر الكلس من أكثر الصخور الرسوبية انتشارا على اليابسة وهو ينتمي من حيث الأصل إلى النوع الكيميائي أو العضوي ، وهذا الأخير ناتج عن ترسب وتراكم بقايا عضوية نباتية أو حيوانية في مياه البحار والبحيرات .

وتتميز الصخور الكلسية من جهة بكثرة الشقوق ، مما يجعلها تتسم بالنفاذية  ويحول دون تواجد جريان مائي سطحي . ومن جهة أخرى بقابليتها للتحلل لكونها صخورا مكونة أساسا من كربونات الجير التي تتحلل بمجرد ملامستها للمياه المحملة بثاني أكسيد الكربون .

وينتج عن التعرية الكيماوية للصخور الكلسية أشكال تضارسية متميزة أصطلح على تسميتها بالتضاريس الكارستية ، نسبة إلى منطقة كارست في الشمال الغربي ليوغوسلافيا ؛ وهذه التضاريس تتضمن أشكالا سطحية وأشكالا باطنية يمكن مشاهدتها كلها بالمغرب في الأطلس المتوسط الهضبي .

التضاريس الكارستية

الأشكال السطحية الكارستية:

من أهم المناظر الكارستية الناتجة عن التحلل الكيماوي لسطح المناطق الكلسية :

الكوص وهي هضاب كلسية حجرية جرداء تحمل هذا الإسم في الكتلة الوسطى بفرنسا . وهي تمتد على مساحة كبيرة في الأطلس المتوسط الهضبي بالمغرب .

اللابيز وهي عبارة عن سطوح محلية محزوزة مكونة من أخاديد عميقة تفصلها توءات ذات أعراف حادة . ويرتبط تكوينها بعمل المياه على طول الشقوق التي تخترق الكتلة الكلسية .

الجوبة أو الدولين الجوبات هي منخفضات مغلقة دائرية الشكل وناتجة عن توسع الشقوق بفعل التحلل الكيماوي ، وغالبا ماتكسو قعرها تربة حمراء تعرف بتييرا روسا في إيطاليا. وهي تربة خصبة كثيرا ما تستغل زراعيا مما يجعل الجوبات تبدو وكأنها واحات خضراء وسط بيئة شبه قاحلة .

وقد تتكون في وسطها أغوار على شكل آبار عميقة تدعى بالوعات كما يمكن أن تشغلها بحيرات كما هو الحال بالنسبة للعديد من الضايات الموجودة في الأطلس المتوسط بين إيموزار ويفرن .

الجوبات المتلاحمة أو أوفالا يؤدي تطور الجوبات بفعل إستمرارالتعرية الكيماوية إلى إتحام بعضها ببعض وظهور منخفض واسع يتميز بجوانب ذات شكل منعرج وهو ما يسمى بأوفالا في يوغسلافيا .

البولييه هو عبارة عن منخفض مغلق أكثر اتساعا يمتد أحيانا على مسافة كبيرة ( 50 كلم طولا و10 كلم عرضا في يوغوسلافيا ) .

ويتخذ قعره شكل سهل غالبا ما تتخلله تلال كلسية متخلفة معزولة تدعى هوم وتخترقه مجاري سطحية تنبثق من ينابيع متفجرة لتختفي فجأة في البالوعات .

وكما هو الحال بالنسبة للمنخفضات الأخرى فإن البوليهات تعتبر أحواضا خصبة لوجود التربة الحمراء بها لكن قد تشغلها أيضا بحيرات موسمية أو دائمة مثل أزيكزا جنوب الأطلس المتوسط الهضبي .

الخانق الكلسي أو كانيون  تخترق المناطق الكلسية أودية ذات سفوح قائمة وتعرف بالخوانق أو الكانيون وهي أودية إما دخيلة أو باطنية النشوء تظهر بعد انهيار السطح الكلسي.

التضاريس الكارستية

الأشكال الكارستية الباطنية:

 المغاور أو الكهوف:
تستغل المياه المتسربة داخل الصخور الكلسية شقوقا عديدة فتؤدي بعمليتي النحت الميكانيكي والتحلل الكيماوي على الخصوص إلى تكوين كهوف ومغاور في باطن الأرض وتجري داخل الكهوف أنهار قد تتخللها بحيرات وشلالات ودهاليز ضيقة كما تتكون في سقوفها وعل أرضيتها ما يسمى بالنوازل والصواعد وهي أعمدة ناتجة عن ترسب الكلس الذي كان متحللا في المياه المتسربة عند اختراقها للسطح ويعتبر كهف فرواطو المجاور لمدينة تازة من أهم الكهوف الكارستية الإفريقية .

الينابيع المتفجرة:
عندما تتجع المياه التسربة عبر طبقات الكلس فوق طبقة صخور غير منفذة كالطين مثلا فقد تشق  ممرا لها عند سفوح هوامش المنطقة التي تخترقها وتعود إلى الهواء الطلق على شكل عيون ذات صبيب مرتفع تدعى الينابيع المتفجرة .

وتزخر منطقة الدير في المغرب بعيون متفجرة لها دور اقتصادي حيوي في هذه المنطقة زيادة على تنظيم جريان الأنهار كنهر أم الربيع .

التضاريس الكارستية

تعتبر المناطق الكارستية في غالب الأحيان مناطق غير ملائمة نسبيا للحياة البشرية لكونها منعدمة المياه السطحية من جهة ، ونظرا لقلة المجالات القابلة للاستغلال الزراعي من جهة أخرى إلا أنها مناطق تلعب دورا سياحيا هاما لما تقدمه من مناظر جذابة من كهوف ومغاور وأنهار باطنية وخوانق سحيقة وأشكال غريبة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.