السياحة في بنزرت: ضفة المرجان على البحر المتوسط


السياحة في بنزرت: ضفة المرجان على البحر المتوسط

بنزرت هي إحدى المدن السياحية الرائعة الموجودة في جمهورية تونس الخضراء، وهي تقع في أقصى شمال الأراضي التونسية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط الجنوبية، كما تعتبر مدينة بنزرت هي النقطة الأبعد في شمال القارة السمراء، وهي تبتعد بمسافة 65 كيلومترا إلى شمال تونس العاصمة. وتحتل السياحة في بنزرت مكانة رئيسية هامة في اقتصاد المدينة، وذلك مما أهلها لتكون عاصمة لمحافظة بنزرت وأحد الأقطاب الاقتصادية البارزة في البلاد.

ويصل تعداد سكان مدينة بنزرت إلى حوالي 150 ألف نسمة تقريبا، وتصل مساحتها الكلية إلى حوالي 4320 كيلومترا مربعا، يحدها من جهة الجنوب كلا من محافظتي تونس ومنوبة، أما من جهة الغرب فتحدها محافظة باجة.

 

إذا ذكرت ضفة المرجان ومدينتها بنزرت بتونس، تتراءى لك في الأفق مشاهد تتألف من سواحل تمتد على مسافة ثلاثمائة كيلومتر، تتخللها خلجان احتفظت بأصالتها، وجبال ومرتفعات غطتها خضرة الأشجار.

 وقد عُرفت ضفة المرجان الواقعة شمال البلاد حيث القسم الأخضر من تونس، والأودية والبحيرات والغابات قديما "بمطمورة روما".

 واحتفظت من الماضي بمدن أثرية غاية في الجمال والإبداع، منها دفة، وبلارجيا، وشمتو، وأوتيك التي تعدت شهرتها حدود تونس إلى خارجها.

نبذة تاريخية عن بنزرت:

تعتبر مدينة بنزرت تاريخيا نتاجا للحضارة الفينيقية، وقد كانت قديما تسمى “هيبوأكرا” وكانت إحدى المراكز التابعة لأوتيكا كما كانت تونس تابعة لقرطاج. وقد قام بغزوها القائد الصقلي أغاطوكل عام 309 قبل الميلاد، وذلك ضمن حملته على مدينة قرطاج. وقد أبدت المدينة ولاءها للرومان أثناء الحروب البونيقية. وحين حالف الانتصار روما قامت بهدم هيبوأكرا وألحقت أراضيها بأوتيكا. وعند مجيء يوليوس قيصر إلى بنزرت قام بضمها إلى الإمبراطورية الرومانية وسماها باسم “هيبو ديارتوس”.

ثم حين جاء عهد أغسطس قيصر فقد جعلها مدينة مزدهرة، وسرعان ما استعادت تقدمها وبريقها، ثم قام أغسطس قيصر بمنحها رتبة المدن التي تتمتع بالرعاية الملكية، وكان ذلك اعترافا منه بموقعها الاستراتيجي البارز ومكانتها في حوض البحر المتوسط. وحين تدهور الحكم الروماني عموما، قام (جانسريق) ملك الوندال باحتلال هيبوأكرا في العام 439 م.

 ولم يستمر احتلال الفندال طويلا بالبلاد، على الرغم من السيطرة التامة للملك جانسريق وابنه هانريق على عموم المنطقة المتوسطية تبعا لبطولتهما الحربية الفائقة، ولكن الخلفاء الذين أعقبوهما قد انشغلوا باللهو والمجون، وتسببوا في التفريط في المكاسب السياسية والجغرافية التي حققها السابقون، وكان ذلك من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى احتلال البلاد من قبل الدولة البيزنطية في العام 534 م.
السياحة في بنزرت: ضفة المرجان على البحر المتوسط

توجد في بنزرت عدة أبواب للمدينة منها ما هو قائم إلى اليوم وما توجد آثاره فقط، أولها باب رأس السّاس والذي يطلق عليه كذلك اسم باب الشّرش، وباب المدينة وموقعه في داخل المدينة العتيقة. ويعتبر أكبر تلك الأبواب وأبرزها من النّاحية العمرانيّة هو باب تونس المحمي ببرج تابع للأسوار المحيطة بالمدينة. كما يوجد باب الشرفاء وباب ماطر. أما باب حومة الأندلس فهو الباب الذي تم تشييده في وقت متأخّر نسبيّا، وقد يكون قد بني عند إقامة حيّ الأندلس إثر دخول المهاجرين الأندلسيّين إلى تونس في أوائل القرن السابع عشر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.