الشعر في العصرالجاهلي

العصرالجاهلي


العصرالجاهلي:

تسمى الحقبة التي عرفناها من تاريخ العرب قبل الإسلام بالعصرالجاهلي وهي مدة لا تزيد على أكثر تقدير عن 200 سنة قبل البعثة المحمدية وكان عرب الجزيرة في الجاهلية .
أهل الشمال وهم في غالب أمرهم أهل بداوة إلا من عاش منهم في القرى القليلة المتفرقة في الحجاز مثل مكة والمدينة ، ثم أهل الجنوب وقد كانت لهم فيما سلف حضارة ودول ذات نظام وهي المعينية والسبئية والحميرية وقد ألقت النقوش والتي كَشَفَتْ أخيرا ضوأ قويا على مدى ما وصلوا إليه من حضارة وخاصة في بناء السدود كسد مأرب وفي بناء القصور كقصر غمادان .
وقد اشتغل أهل اليمن منذ القديم بالتجارة وضلت في أيديهم ما يقرب 12 قرنا إلا أن ورثتهم تجار مكة من قريش حيث كانت لهم رحلتان إحداهما إلى اليمن شتاء والأخرى إلى الشام صيفا ولم يكن لعرب الشمال حكومة منظمة تجمع شملهم وتخضعهم لقوانين معروفة وإنما كانوا يعيشون في ظل النظام القبلي ومع ذلك فقد ظهرت دويلات عربية كالغساسنة والمناذرة .

الحالة الاجتماعية:
معظم الجزيرة صحراوي وسكانا يعتمدون على الرعي عقب الأمطار ومن أنعامهم يتخذون غذائهم وكسائهم ومأواهم ويكثرون من الانتقال فتبحث عن مساقط الأمطار وارتيادا للمرعى والماء فإذا بخلت السماء كثرت الغارات والحروب بعضهم على بعض وكأن هؤلاء البدو يعيشون جماعات وتربط كُلُّ جماعة أَوَاصِرُ
الدم والنسب وتعرف هذه الجماعة بالقبيلة وهي أسرة كبيرة يعتقد كل أفرادها أنهم من أب واحد وأم واحدة وهي في الغالب تسمى باسم الأب كربيعة ومضر والأوس والخزرج .

 الحالة الأخلاقية:
على الرغم من حالة البداوة التي كان يعيشها معظم أهل الجزيرة وأنهم لم يكن لديهم قانون أو شريعة تنظم العلاقات بينهم فلقد كان تمت عرف وأخلاق بها يهتدون وأبرز صفة من الخلق العربي كانت البأس والشجاعة وهذا ناتج عن كونهم لا يسكنون القصور المحصنة ومع كل هذا فقد كانت لهم أمثلة عليا في الأخلاق وأهم هذه الصفات الكرم والوفاء بالوعد والمروءة والفروسية على الرغم مما تتخللها من صفات اقتضتها طبيعة البداوة وهذبها الإسلام حيث حَوَّلَ هذا الخلق الفردي والعمل على الفرد إلى خلق جماعي وحَوَّلَ المجد القبلي إلى خدمة الأمة .



الحالة الأدبية:
الأدب العربي قديم النشأة والشعر الذي وصل إلينا من الجاهلية يمثل دورا راقيا لا يمكن أن يكون الشعر قد بلغه في أقل من ألفي سنة على الأقل اتسع نطاق الشعر في الجاهلية فلم يبق مختصرا على التعبير عن الخيال والوجدان بل شمل ذكر المخالف والمعارك تعداد بعض الحوادث حتى سُمِّيَ حقا بديوان العرب أي سجل تاريخهم فأخذ الشعراء يؤمون الأسواق لينشر كل واحد محامد قومه أو يبين براعة نفسه وهكذا اتخذت الأسواق مواسم قومية وأدبية .

المعلقات:
مع الأيام زاد في الحياة الأدبية وجه جديد ذلك أن الشعراء كانوا تبارون في سوق عكاض أمام أحد فحول الشعراء فمن حكم له أنذاذه اختيرت قصيدته وعلقت قيل اعتبروها علقا أي شيء ثمينا وقيل كتبوها بالذهب وعلقوها على جدران الكعبة واختلف في عدد المعلقات فمن مقلل ومكثر امرؤ القيس ، زهير بن أبي سلمى ، النابغة الذبياني ، الأعشى لبيد بن أبي ربيعة ،عمرو بن كلثوم ، طرفة بن العبد ، عنترة العبسي ومنهم من يزيد معلقتي الحارث بن حلزة وعبيد الأبرص .

أغراض الشعر الجاهلي:
الأغراض هي الموضوعات التي يتناولها الشاعر وهي عادة أمور ممهدة بالفن الذي يرمي إليه الشاعر وأغراض الشعر الجاهلي هي :

وصف الأطلال:
نشأ الشعر العربي في البادية والبدو لا يسكنون بيوتا مبنية بالحجارة والطين بل ينزلون في خيام نصبونها ثم يفضونها كلما أرادوا أن ينتقلوا من مكان لى أخر طلبا للماء والعشب يتردد الشاعر المحب على المكان الذي يكون أهل حبيبته قد نصبوا فيه خيامهم ليزور حبيبته فيجد أن أهلها قد رحلوا عن المكان الذي عهدهم نازلين فيه فيقف حزينا حائرا عند طلل الخيمة يصف الطلل ثم يذكر خيبة أمله وحزنه لأنه لم يجد الحبيبة فيتشوق إليها ويتغزل بها .

وصف الراحلة:
كذلك يصف الشاعر الراحلة أو المطية (الناقة أو الفرس) التي يركبها للوصول إلى الحبيبة أو الممدوح .

وصف الصيد:
يصيد الجاهلي لسببين إما طلبا للمعاش كما كان يفعل صعاليك العرب أو طلبا للهو كما كان يفعل امرؤ القيس أو لأنه يخرج في حاشية الملوك الذين يذهبون للصيد كما يفعل النابغة الذبياني .

الحماسة:
وهي وصف المعارك والفخر بالنفس والأسلاف .

الأدب والحكمة:
الشاعر الجاهلي يطرق في معلقته جميع هذه الأغراض ويمر بينها مرا خفيفا إلا أنه يتكأ على غرض واحد منها والغرض إذا تطور واتسع أصبح فنا ولأنه فن إذا كان مقصود في ذاته وقد نسميه أيضا بابا من أبواب الشعر .


وصف الطبيعة:
يصف الشاعر عادة ما يراه في أثناء رحلته من صحراء أو أودية أو رياح أو أنهار وأشهر الوصافين في العصر الجاهلي امرؤ القيس .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.