لمحة عن الشعر في صدر الإسلام

لمحة عن الشعر في صدر الإسلام


لمحة عن الشعر في صدر الإسلام:

علمنا أن الشعر في الجاهلية مرآة صادقة لحياة العرب صوروا فيها حياتهم الاجتماعية وسجلوا بين طياته خلاصة حياتهم الفكرية وترجموا شعورهم وعواطفهم من حب وكره واحترام واحتقار وذكروا فيه حروبهم وصوروا بيئتهم وطبيعة أرضهم أما الشعر في عهد الرسول وخلفائه الراشدين فقد كان جامعا بين مظاهر الحياة الجاهلية القديمة والحياة الإسلامية الجديدة ولذلك دعي مخضرما وظهر في قريش مصطبغ بالصبغة الوثنية لمقاومة الدعوة الإسلامية ويمكن تحديد مدة هذا الشعر المخضرم بنصف قرن تقريبا ولقد طرأت عليه تغيرات من ناحية الأغراض ومن ناحية اللفظ والأسلوب من جهة ثانية .

ما يتعلق بالأغراض:

هاجر الشعراء جميع أغراض الشعر التي تعد من باب الغواية التي نهى عنها القرآن بقوله "الشعراء يتبعهم الغاوون "وذلك كالغزل الفاحش والفخر للباطل كما كان الحال بين القبائل في الجاهلية ووصف الخمر .
نقض الشعراء المسلمون للقصائد التي كن المشركون يهجون فيه النبي والأنصار والمهاجرين كما في شعر حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة .
استعمال المسلمين الشعر في تأييد الدعوة الإسلامية ضمن حدود القرآن والحديث .
استعماله في الفخر بانتصارات المسلمين .

ما يتعلق بلفظه وأسلوبه:

يمكن تقسيم الشعراء من هذه الناحي إلى قسمين :
شعراء البادية كأعراب نجد وبواديها .
شعراء الحاضرة كأهل مكة والمدينة والطائف .
ويمتاز شعراء البادية بجزالة الألفاظ وفخامة المعاني بينما يمتاز شعراء الحاضرة برقة اللفظ ولطف الإشارة وسلامة الأسلوب لأسباب منها :
نسخ الإسلام كثيرا من بواعث الشر التي كانت تدفع بالجاهلين إلى قول الشعر .
صغرت بلاغة القرآن قيمة الشعر في أعينهم حثى ترك بعضهم نظمه مثل لبيد العامري أحد شعراء المعلقات .
كان لفصاحة النبي وأحاديثه أثر كبير في ترقيق شعرهم إلى جانب بلاغة القرآن وأفكاره ومعانيه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.