أحاديث نبوية حول المسيح الدجال
في عقيدة المسلمين، يُعد المسيح الدجال من أبرز العلامات الكبرى لظهور الساعة. فقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تصفه وتقدم معلومات عن شخصيته وأفعاله، مما يجعل التعرف على هذه الأحاديث أمرًا مهمًا لفهم هذا الموضوع الحساس. يُعرف المسيح الدجال بأنه شخصية خيالية تحمل الكثير من الصفات السلبية والتي تتحدى العقيدة الإسلامية.
تعريف المسيح الدجال
المسيح الدجال، كما يرد في النصوص الدينية، هو رجل يظهر في آخر الزمن ليبتلي الناس ويختبر إيمانهم. وهو يحمل صفات الهيمنة والكذب، حيث يُعرف بأنه كذاب أعور، يدعو الناس إلى عبادة غير الله ويعمل على إحداث الفتن والفتنة.
الأحاديث النبوية
تتعدد الأحاديث النبوية التي تتحدث عن المسيح الدجال، ومن أبرزها:
حديث عبدالله بن مسعود: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسيح الدجالِ خارج، ولا يدخل المدينةَ، ولا يكتب لهُ العاقبتَ، ومن سمع به فليحذر"، مما يدل على أهمية التحذير منه وأن المدينة المنورة محمية من سلطته الشريرة.
حديث حذيفة بن اليمان: يقول النبي: "يتناول الدجالُ من الغيمِ فيَجعلُ إلى السماءِ مَثَلاً"، وهو جزء من وصف كيفية ظهور الدجال واستخدامه الشياطين لإظهار المعجزات المخادعة.
حديث نعيم بن حماد: يناقش موضوع فتنة الدجال وكيف سيكون فتنة عظيمة، حيث يُظهر الدجال الكثير من المشاهد التي تخدع الناس وتغريهم.
حديث أبي هريرة: نقل عن النبي: "يأتي الدجال فيقول للناس: أتعلمون أنني ربكم؟"، وهذا من أبرز علامات الدجال وهو دعوته إلى الربوبية، وهي مخالفة صريحة لتعاليم الإسلام.
صفات المسيح الدجال
تتعدد الصفات التي يتميز بها المسيح الدجال، والتي تم ذكرها في الأحاديث مثل:
الأعور: في الأحاديث، يوصف بأنه أعور، مما يعد دلالة على عيوبه وفساد ما يدعو إليه.
الكذّاب: حيث يعرف بأنه يُكذب ويخادع الناس بما يظهره من معجزات، لتحقيق أهدافه الخبيثة.
الفتنة: يعتبر المسيح الدجال مسببًا لفتن عظيمة، حيث يسعى لإفساد عقائد الناس وإبعادهم عن طريق الحق.
التحذير من المسيح الدجال
تحث الأحاديث النبوية المسلمين على ضرورة التحذير من فتنة الدجال والابتعاد عن مواطن الفتنة. ينصح النبي بضرورة الالتزام بالعقيدة الصحيحة وعدم الانخداع بالمعجزات الظاهرة التي قد يخدع بها الدجال. كما ذكر العديد من الصحابة والتابعين في خطاباتهم أهمية التفقه في هذا الموضوع.
الخاتمة
في الختام، يُعتبر المسيح الدجال من الموضوعات العظيمة في نهاية الزمان، والتي يجب أن تكون في ذهن كل مسلم. تلقي الأحاديث النبوية حوله الضوء على صفاته وفتنته، مما يعزز الوعي الديني ويجعل المؤمنين أكثر حرصًا على تمسكهم بإيمانهم. ينبغي على كل مسلم أن يتأمل في هذه الأحاديث وأن يستعد، بالتالي، لمواجهة الفتن في زمن الدجال، عبر الثقة بالله والعمل بأوامره والاجتهاد في العبادة.
◼️الملحمة الكبرى◼️
الملحمة الكبرى هي معركة كبيرة تحدث في نهاية الزمان بين المسلمين والروم وفقًا لعلم آخر الزمان في الإسلام. تتشابه بشكل عام مع معركة أرمجدون في علم آخر الزمان في المسيحية، وتحدث قبل ظهور المسيح الدجال.
◼️البداية◼️
وردت تفاصيل الملحمة الكبرى في روايات أحاديث نبوية متعددة. فحسب الأحاديث النبوية فإن الملحمة الكبرى هي حرب عظيمة تكون بين الروم وبين المسلمين في آخر الزمان، قبل خروج الدجال، تحدث هذه المعركة بعد أن انتصر المسلمون والروم في القتال جنبًا إلى جنب ضد عدو مشترك. بعد انتصارهم ينشب صراع يدعي فيه مسيحي أن الصليب أتى بالنصر، فيرد مسلم على ذلك أن الله انتصر ثم يكسر الصليب، فتغدر الروم. وتبدأ الحرب. وهي معركة رهيبة، وفقًا لبعض روايات الأحاديث أنه إذا مر عصفور من فوق المعركة يسقط ميتًا قبل أن يصل إلى نهايتها.
وفي هذه المعركة يكون فسطاط المسلمين عند الغوطة دمشق خير منازل المسلمين يومئذ، ومعسكر الروم عند دابق، وفي هذه المعركة يُقتَل ثلث جيش المسلمين، ويفر ثلث، وينتصر الثلث الآخر، ويستمرون في المضي حتى يفتحون القسطنطينية، ثم يظهر بعدها المسيح الدجال.
◼️الأدلة على وجودها من الأحاديث النبوية◼️
روى أبو داود وابن ماجه في سننهما عن ذِي مِخْبَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِكُمْ، فَتُنْصَرُونَ، وَتَغْنَمُونَ، وَتَسْلَمُونَ، ثُمَّ تَرْجِعُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ فَيَقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَدُقُّهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ، وَتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَةِ.
◼️روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي قال: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بالأعْماقِ، أوْ بدابِقٍ، فَيَخْرُجُ إليهِم جَيْشٌ مِنَ المَدِينَةِ، مِن خِيارِ أهْلِ الأرْضِ يَومَئذٍ، فإذا تَصافُّوا، قالتِ الرُّومُ: خَلُّوا بيْنَنا وبيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقاتِلْهُمْ، فيَقولُ المُسْلِمُونَ: لا، واللَّهِ لا نُخَلِّي بيْنَكُمْ وبيْنَ إخْوانِنا، فيُقاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لا يَتُوبُ اللَّهُ عليهم أبَدًا، ويُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، أفْضَلُ الشُّهَداءِ عِنْدَ اللهِ، ويَفْتَتِحُ الثُّلُثُ، لا يُفْتَنُونَ أبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبيْنَما هُمْ يَقْتَسِمُونَ الغَنائِمَ، قدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بالزَّيْتُونِ، إذْ صاحَ فِيهِمِ الشَّيْطانُ: إنَّ المَسِيحَ قدْ خَلَفَكُمْ في أهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وذلكَ باطِلٌ، فإذا جاؤُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبيْنَما هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأمَّهُمْ، فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ.
◼️روى أبو داود في سننه عن أبي الدرداء: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ فُسْطَاطَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغُوطَةِ إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشَّامِ».
◼️زمن حدوثها◼️
يعتقد علماء المسلمين بأن حدوث الملحمة الكبرى سيكون قبل خروج المسيح الدجال مباشرة، يقول ابن حجر في فتح الباري: «ولابن ماجه من حديث معاذ بن جبل مرفوعا: الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر».
ويقول عمر بن سليمان الأشقر: «الآيات الكبرى متتابعة في وقوعها، لا يكاد يفصل بينها فاصل زمني، وهي تشبه في تتابعها إذا وقعت العقد إذا انقطع سلكه الذي ينتظم حباته، فإن الحبة الأولى تسقط فتتبعها بقية الحبات بلا تأخير، روى الحاكم بإسناد صحيح عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأمارات خرزات منظومات في سلك، فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضاً ـ وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن وقوع الحرب الكبرى بين المسلمين والروم وهي التي سماها الملحمة ستكون أولاً، ثم يفتح المسلمون القسطنطينية، ثم يخرج الدجال.».
◼️عدد جيش الروم◼️
جاء في صحيح البخاري أن جيش الروم أو بني الأصفر له ثمانين علم وراية، تحت كل راية اثنا عشر ألف مقاتل، جملتهم تسعمائة ألف وستون ألفًا (960 ألف مقاتل).
فعن عوف بن مالك: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا».
وفي الأحاديث: إخبارُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بما سَيقعُ في آخرِ الزَّمانِ، وإخبارُه بأسماءِ الأماكنِ قبلَ أن تَنشأَ وتعمُرَ، وهو مِن دلائلِ نبوَّتِه الشَّريفةِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق