مجاعة البطاطس الإيرلندية

هل تعرف شيئا عن مجاعة البطاطس الإيرلندية التي شهدها عام 1845م في جمهورية إيرندا؟ 

حدث ذلك نتيجة للوباء الذي أصاب محصول البطاطس مما تسبب في حدوث مجاعة خطيرة قضت على حوالي مليون مواطن أيرلندي من مجموع سكان أيرلندا البالغ عددهم في ذلك الوقت 8ملايين نسمة، وقد أدت المجاعة إلى هجرة المليون ونصف المليون مواطن إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان أخرى غيرها، إنها واحدة من أسوأ الأحداث التي عرفها التاريخ.

 دخلت نبتةُ البطاطسِ إلى أيرلندا من أميركا الجنوبية كانت مجرد نبات زينة يوضع في الحدائق، ثم أصبحت البطاطس في أواخر القرن السابع عشر طعاماً شائعاً ثم تحولت إلى طعام أساسي للفقراء خصوصا في فصل الشتاء ، وقادَ الاعتمادُ على زراعة البطاطس وإهمال المحاصيل الأخرى في أيرلندا إلى كارثة غذائية بعد أن أتلفت آفة اللفحة المتأخرة الزراعية محاصيل البطاطس، ولم تكن ايرلندا البلاد الوحيدة التي أصابت محاصيلها هذه الآفة بل أصيبت دول أوربية أخرى بها لكن لم يحدث بها مجاعة نظراً لعدم اعتمادهم على البطاطس كمصدر أساسي بالإضافة لإنعدام الظروف والأسباب الأخرى التي قادت إلى وقوعها في ايرلندا. 

جهود الإغاثة:

جُمعت تبرعات بقيمة 14،000 جنيه استرليني من الجنود الأيرلنديين والموظفين الأيرلنديين في شركة الهند الشرقية في كلكتا، كما تبرع البابا بيوس التاسع بمبلغ مالي، وتبرعت الملكة فيكتوريا بألفي جنيه إسترليني، وتم جمع 171،533 جنيها من إنجلترا وأميركا وأستراليا استجابة لرسالة وجهتها الملكة فيكتوريا، وبلغ مجموع التبرعات البريطانية حوالي مئتي ألف جنيه إٍسترليني.
مساعدة من المسلمين العثمانيين

أَعلنَ السلطانُ العثماني عبد المجيد الأول عن نيتِه التبرعِ بعشرةِ آلاف جنيه إسترليني للفلاحين الأيرلنديين، فطلبت ملكة بريطانيا فيكتوريا جعلها ألف جنيه لأنها هي نفسها لم تتبرع إلا بألفي جنيه، لكن السلطان العثماني أرسل ألف جنيه ومعها ثلاثة سفن محملة بالأطعمة، وقد منعت بريطانيا دخولها لمينائي بلفاست ودبلن، إلا أن الأطعمة وصلت إلى ميناء دروكيدا على متن السفن العثمانية. وتوجد رسالة شكر محفوظة في الأرشيف العثماني بتركيا موجهة إلى السلطان من وجهاء أيرلنديين لمساعدته واعترافا بجميله.