التواصل تعريفه وأهميته
تمهيد:
التواصل غريزة وفطرة في الإنسان فضلا عن الحيوان
، بل إن بعض الباحثين ذهب إلى القول أن الاتصال 'التواصل' "نشأ نشأة الكائنات
الحية ، العاقلة منها وغير العاقلة ، الناطقة والبكماء " ذلك أن التواصل به
يكون التعبير عن الحاجيات والانفعالات والمشاعر ، وبه تنقل الأفكار والمواقف فردية
كانت أو جماعية ، مفرحة كانت أو محزنة.
ولأهمية التواصل بين الأفراد بعضهم مع بعض أو
بين المؤسسات أو بين الأفراد والمؤسسات، فقد اهتمت كثير من الدراسات في السنين
الأخيرة بموضوع التواصل وتقنياته حتى صار علما من العلوم.
تعريف التواصل:
التواصل لغة مشتق من المادة اللغوية
"وصل" ، يقال وصلت الشيء وصلا وصلة ، والوصل ضد الهجران ، والتواصل ضد
التصارم ؛ ويقال اتصل الشيء بالشيء لم ينقطع.
وقال أبو حيان التوحيدي ،، "يقال ما
الإتصال؟ الجواب هو إتحاد النهايات أي الأطراف والانفصال هو تباين المتصلات " .
وكلمة "اتحاد" هاهنا تحمل معنى الاقتران
والمشاركة والاتفاق والتوافق إلى درجة التماهي وكل هذه المعاني رئيسية في العلاقة بين
طرفي عملية التواصل المرسل والمتلقي
ومن هنا فإن التواصل يحيل إلى وجود علاقة أو
علاقات بين طرفين أو أكثر .
وهذا ما دل عليه لفظ الاتصال في المعجم وقد جاء
فيه :
"الاتصال أو التواصل معناه الإبلاغ
والإخبار ، أو إقامة علاقة مع شخص ، كما يدل على الشيء الذي يتم تبليغه ، والوسائل
التقنية التي يتم التواصل بها" .
فهذا التعريف الأخير يدل على أن لفظ التواصل يدل
على :
وجود العلاقة .
على المحتوى المعبر عنه .
على الوسائل المعبر عنها على المحتوى .
وبهذا فإن التواصل يتحقق بتفاعل هذه العناصر
الثلاثة وجود علاقة وإيصال المحتوى ثم انتقاء الوسيلة التعبيرية المناسبة والفعالة .
اصطلاحا:
يعرف شارل لودي" التواصل بأنه الميكانيزم
الذي توجد بواسطته العلاقات الإنسانية وتتطور ، إنه يتضمن كل رموز الذهن مع وسائل
تبليغها وتعزيزها ويتضمن أيضا تعابير الوجه ، وهيئات الجسم والحركات ، ونبرة الصوت
، والكتابات والمطبوعات وكل ما يشمله آخر ما تم من الاكتشافات " .
فهذا التعريف يجعل التواصل يشمل الأفكار المعبر
عنها ووسائل تبليغها ، وتعابير الوجه وحركات الجسم ، ونبرة الصوت .
ويعرف العربي السليماني التواصل بأنه
"علاقة تفاعل ، وتبادل تأثير وتأثر بين فردين فأكثر ، وقد يكون في مجال الاقتصاد
والسياسة وغيرهما " .
وأضاف بأن التواصل يحقق تبادل الأفكار والأحاسيس؛
ومن هنا فإن هناك فرقا بين التواصل والاتصال، فالأخير يكون أحادي الإرسال والتلقي
أما الأول يكون بتبادل موقعي الإرسال والتلقي .
ومن هنا يمكن القول أن كيان العالم كله قائم على
التواصل والاتصال والتفاهم وما الحضارة والعمران والعلم والمعرفة وجميع المنجزات
إلا ثمرة لهذا الاتصال والتواصل .
قواعد التواصل:
ليكون التواصل فعالا لا بد أن يراعي أربعة قواعد
هي :
قاعدة الكم;
وتعني أن لا نعطي المتلقي إلا الكم الذي يحتاجه
من المعلومات ، وأن يكون ذلك الكم يناسب قدراته العقلية والإدراكية ليكون قادرا
على فهمها ، فإن كانت المعلومات فوق الحاجة أو فوق الطاقة الإدراكية للمتلقي تعذر
التواصل .
قاعدة الكيف:
وتعني أن لا يعطي المتكلم إلا المعلومات التي
يكون هو يفهمها ويستوعبها جيدا وأن يكون قادرا على شرحها وتفسيرها للمتلقي .
قاعدة العلاقة:
وتعني أن تكون الرسالة وأسلوب تبليغها مناسبين
ولائقين بمناسبة الكلام ومقام المخاطب ، فما يقال في التهنئة يختلف عما يقال في
المواساة ، وما يقال في الاستعطاف غير ما يقال في الاعتذار كما ينبغي مخاطبة
المتلقي بالأسلوب الذي يليق بمقامه وعلاقته بك .
قاعدة الجهة:
وتنص على أن يكون الكلام واضحا وبلغة سهلة بسيطة
، مع حسن ترتيب الأفكار ، والإيجاز من غير إخلال بالمعنى بالإضافة إلى احترام
علامات الترقيم .
فبهذه القواعد مجتمعة يتحقق التواصل ، فإن غابت
قاعدة أو أكثر منها ضعفت درجة التواصل أو انعدم تماما .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق