ترجمة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين

طه حسين


ترجمة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين:

هو الكاتب المصري الكبير ، الملقب بعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين .

ولد هذا الكاتب العربي سنة 1889 م ، في إحدى القرى المصرية ، من أبوين مصريين ، وكانت أسرته ريفية فقيرة ، إذ كان أبوه موظفا صغيرا في إحدى الشركات الزراعية ، وله أبناء كان طه حسين سابعهم .

وقد فقد بصره في وقت مبكر من طفولته ، فأصبح اتجاهه محدودا وهو طريق التعليم الديني الذي كان في نفس الوقت هو ما تطمح إليه أسرته لهذا الطفل الضرير .

وهكذا التحق طه حسين بالكتاب ، فحفظ فيه القرآن أو بعضه ، وألم ببعض المتون ، وهي العلوم النحوية والفقهية التي تنظم في منظومات يستظهرها التلاميذ بعد استظهار القرآن تمهيدا لمرحلة من التعليم أعلى .

وقد ألم طه حسين بهذه المتون حفظا ، فاستعد للانتقال إلى من الريف أو من قريته إلى القاهرة ، ليواصل تعلمه بجامعة الأزهر الدينية .

التحق طه حسين بالأزهر في مستهل هذا القرن ، وانكب على دراسة العلوم الدينية واللغوية ،ولكنه تبرم بأساليب الأزهر وشيوخه ، وكانت آماله واسعة بقدر ذكائه وطموحه . فأخذ يتصل بالأفكار والحركات الإصلاحية التي كان يضطرب بها عصره يومئذ ، كما اتصل بأعلام تلك الحركات والأفكار، أمثال لطفي السيد الذي كان يصدر بعض الصحف وينشر أفكارا إصلاحية في المجتمع المصري .

وعندما أنشأت أول جامعة عصرية بالقاهرة سنة 1908 م التحق بها طه حسين ، وأخذ يحضر دروس بعض المستشرقين ، فانفتحت أمامه الأفاق لمواصلة التعليم العالي على النمط العصري ، بعد أن نال حظا وافرا من التعليم العربي الأصلي ، واتجه لتعلم الفرنسية ، ولم تمض أكثر من خمس سنوات إلا وقد تقدم بأطروحة لنيل شهادة الدكتورة في الآداب ،من جامعة القاهرة فنالها بامتياز.

وقررت الجامعة إيفاده إلى الخارج ، فذهب إلى فرنسا والتحق بجامعة باريس ، وأخذ يحضر دروس كبار أساتذة الأدب والتاريخ والفلسفة وعلم النفس ، وتعلم اليونانية واللاتينية بعد أن تعمق في اللغة الفرنسية ، وفي هذه الأثناء اتخذ من فتاة فرنسية زوجة له ساعدته في تحقيق طموحه العلمي ، وهو الطالب القروي المصري الضرير بمدينة باريس إذ وجد فيها خير عون يسدد خطاه ويبدد متاعبه .

عاد الدكتور طه حسين من باريس حاصلا على دكتورة في الآداب ، وكان قد تعمق في الأدب الفرنسي والحضارة القديمة والأدب اليوناني ، وتثر بكثير من لأراء الجديدة في الأدب والنقد والتاريخ الأدبي .

ولما عاد طه حسين إلى مصر أخذ يشتغل بالتدريس في الجامعة المصرية ، ويشترك في الحياة الأدبية لبلاده ، فينشر المقالات في الصحف ، وينشر الدراسات ويترجم عن الفرنسية واليونانية ، فتظهر له آثار فكرية ذات طابع خاص وممتع تستأثر باهتمام الرأي العام والفكر الثقافي في بلاده وسائر البلاد العربية .

 وعندما أصدر كتابه "في الشعر الجاهلي" سنة 1926 م قامت ضجة حوله، جعلت من اسمه علما من أعلام الأدب والثورة على القديم ؛ ثم ما لبث أن أصدر كتاب "الأيام" الذي ترجم فيه لحياته فلقي إقبالا وإعجابا عظيمين في عالم الأدب ؛ ثم أصبح عميدا لكلية الآداب  فأصبح بلا ريب من الأدباء العرب الذين يؤثرون في الفكر والأدب العربي في البلاد العربية كلها .

وقد أصبح وزيرا للتعليم سنة 1950 م ، ثم نال لقب عميد الأدب العربي، كما نال جائزة الدولة التقديرية في الآداب ، ومنح درجات الدكتورة الفخرية من عدة جامعات تتويجا لحياته الأدبية الحافلة بالنشاط والبحت والتجديد والإبداع .

 وقد أنتخب رئيسا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة خلفا لأستاذه لطفي السيد ، وهو المجمع الذي لا ينتخب عضوا فيه إلا كبار المفكرين وعلماء الأمة .

توفي طه حسين يوم الأحد 28 أكتوبر 1973م عن عمر ناهز 84 عاما.
قال عنه عبَّاس محمود العقاد إنه رجل جريء العقل مفطور على المناجزة، والتحدي فاستطاع بذلك نقل الحراك الثقافي بين القديم والحديث من دائرته الضيقة التي كان عليها إلى مستوى أوسع وأرحب بكثير. 

وقال عنه الدكتور إبراهيم مدكور اعتدّ تجربة الرأي وتحكيم العقل استنكر التسليم المطلق ودعا إلى البحث والتحري بل إلى الشك والمعارضة وأدخل المنهج النقدي في ميادين لم يكن مسلَّمًا من قبل أن يطبق فيها وأدخل في الكتابة والتعبير لونًا عذبًا من الأداء الفني حاكاه فيه كثير من الكُتَّاب وأضحى عميدَ الأدب العربي بغير منازع في العالم العربي جميعه وأنتج له عملا باسم مسلسل الأيام قام بدور البطولة أحمد زكي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.