الحيوان والجاحظ


الحيوان والجاحظ

 الحيوان والجاحظ:

الجاحظ الكناني هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني البصري (159 هـ-255 هـ) أديب عربي كان من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، ولد في البصرة وتوفي فيها.

كتاب الحيوان هو أول كتاب عربي جامع في علم الحيوان، ويُلِّمُ بخصائص الحيوان سواء علمية أو غريزية.
 وجمع حول كل حيوان نوادره وحكاياته ليوضح من خلالها نفع الحيوان أو ضرره وكيف ذُكِرَ في الكتب المقدسة واعتمد الجاحظ على الشعر العربي، فالعرب تكلموا عن الإبل في شعرهم، كما تغنوا بالخيل، والكتاب يعرفنا طباع وخصال الحيوان، وكيف نتعلم ونعلم فنحب الوفاء ونكره الخداع والمكر والغدر، ونحب الصبر والوفاء والعمل والمثابرة، كما نتعرف تأثير البيئة والجغرافيا، والطبيعة في حياة الحيوان، ونتعرف على أمراض الحيوان  وخطورتها وتجنبها.

الحيوان والجاحظ
وعرَّفه بقوله:
«هذا كتاب تستوي فيه رغبة الأمم، وتتشابه فيه العرب والعجم، لأنه وإن كان عربياً أعرابياً، وإسلاميا جماعياً، فقد أخذ من طرف الفلسفة، وجمع معرفة السماع وعلم التجربة، وأشرك بين علمي الكتاب والسنةِ وجدانَ الحاسة وإحساس الغريزة، يشتهيه الفاتك كما يشتهيه الناسك...»

وسماه (الحيوان) لأنه يتتبع ما في حياة الحيوان من الحجج على حكمة الله العجيبة وقدرته النادرة، قال:
«وكانت العادة في كتب الحيوان أن أجعل في كل مصحف من مصاحفها عشر ورقات من مقطعات الأعراب ونوادر الأشعار، لِما ذكرت من عجبك بذلك، فأحببت أن يكون حظ هذا الكتاب في ذلك أوفر إن شاء الله تعالى) إلى أن قال: (وإذا كانت الأوائل قد سارت في صغار الكتب هذه السيرة كان هذا التدبير لما طال وكثر أصلح، وما غايتنا إلا أن تستفيدوا خيراً»

و لا يكاد يوجد حيوان في عصر الجاحظ وبيئته إلا ذكره غير أنه لم يولي السمك اهتمامه الكبير لأن العرب لم تحفل به كثيرا ولأنه كان بعيدا عن بيئة الجاحظ.

إعتمد الجاحظ في كتابه على مصادر عديدة منها القرآن والحديث والشعر العربي بالإضافة إلى كتاب الحيوان لأرسطو الذي نقله إلى العربية ابن البطريق في عصر الجاحظ بالإضافة إلى خبرة الجاحظ الطويلة في الحياة وممارسته لظروفها وأحوالها ومما إكتسبه بنفسه أو سمعه من الأعراب.

ضم كتاب الحيوان موضوعات شتى لا تمت إلى عالم الحيوان بصلة ذلك لأن الجاحظ كان يستطرد داخل الموضوع نفسه لإمتاع القارئ لذا قلما كان يتقيد الجاحظ لموضوعه ويستقر على حال حتى أصبح هذا الاستطراد سنة غير حميدة.

جاء كتاب «الحيوان» للجاحظ خليطاً من المعارف العامة والملاحظات الخاصة، حاول فيه الجاحظ أن يوفق بين العقيدة والتفكير العلمي، وما يقبله العقل الإنساني، متخذاً من الكون بكل ما فيه برهاناً على ما يقول، ودراسة الحيوان تعد اتجاهاً جديداً عند العرب في بحث حقائق الكون، لم يهتم به الإنسان كثيراً في العصور القديمة، إلا فيما يحتاج إليه في طعامه أو كسائه أو مداواته، أو استخدامه في تيسير أعماله ونشاطاته المختلفة.


وكان الجاحظ سباقاً إلى إدراك أهمية ما نسميه اليوم «الثقافة العلمية للجميع»، فهو يؤمن بأن العلم مشترك إنساني، ليس ملكاً لأمة دون أمة، وأنه إنما وضع ليفيد منه جميع الناس على اختلاف أجناسهم ونحلهم، ويقول مؤكداً هذه الغاية من تأليف كتابه: «وهذا كتاب تستوي فيه رغبة الأمم وتتشابه فيه العرب والعجم، لأنه وإن كان عربياً أو أعرابياً وإسلامياً جماعياً، فقد أخذ من طرف الفلسفة، وجمع بين معرفة السماع وعلم التجربة وأشرك بين علم الكتاب (القرآن الكريم) والسنة، وبين وجدان الحاسة وإحساس الغريزة، ويشتهيه الفتيان كما يشتهيه الشيوخ، ويشتهيه الفاتك كما يشتهيه الناسك، ويشتهيه اللاعب ذو اللهو، كما يشتهيه المجد ذو الحزم، ويشتهيه الغفل كما يشتهيه الأريب، ويشتهيه الغبي كما يشتهيه الفطن». 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.