الألم النفسي

الألم هو أكثرالأعراض المرضية شيوعا وهو الذي يضطر المريض إلى إستدعاء الطبيب أو الذهاب إليه لإستشارته وهو بمثابة جرس الإنذار الذي يستدعي المعونة أو النجدة.
من الشائع أن الألم هو تعبير عن مرض عضوي لكن مع ضغوط الحياة ومشكلاتها وإحباطاتها المتعددة أصبح الألم هوتعبير عن إضطراب نفسي أو محنة إجتماعية.
منذ زمن بعيد عرف الإنسان أن الألم يمكن أن يصدر عن عامل نفسي،والحالات التي يستمر فيها الألم مدة طويلة وتشتد وطأته يسمونها هبوط الروح المعنوية أو الضعف النفسي.




خصائص الألم النفسي:
إن الأسلوب المتقلب لهذا الألم النفسي يتساير مع الصراعات اليومية والأحداث،حيث إن الإجهاد والقلق والمتاعب تزيد من حدته لكن الترويح عن النفس والراحة والإسترخاء يخففون من حدته.
 ومن أهم خصائص الألم النفسي أنه لا يستجيب للمسكنات الشائعة،ويلاحظ أن العديد من المرضى يستهلكون كميات كبيرة من العقاقير مثل العقاقير المنشطة والمنومة والتي يمكن أن تسبب نوعا من الإدمان، وتشخيص الألم النفسي يظهر من  وصف المريض إحساسه بالألم بطريقة شاذة تدفع بالظن أنه يهذي وقد يدفع بالشك أنه مصاب بالهيستيريا لكن ينبغي أن نفرق بين الألم العضوي والألم النفسي حيث يمكن في بعض الحالات أن يبدو المريض في حالة معنوية سيئة إلى أن يأتي اليوم الذي يتوصل فيه الطبيب إلى طريقة علاجه وإنهاء شكواه. 

المرضى المعرضون للإصابة بالألم النفسي:
يتميز المرضى بخصائص معينة من بينها:
*يميل المرضى إلى أن يصابوا ببعض الأعراض التي يسمعونها من محيطهم الأسري أو من الأقرباء.
* تغلب الإصابة بالألم النفسي لدى مرضى الإكتئاب أو الهيستيريا.
* مرضى لديهم استعداد للإضطرابات الوظيفية أو النفسية.
 *يرتبط الألم النفسي ببيئة تفتقر إلى الثقافة والتجانس الإجتماعي لدى الرجال.
*  في غالب الأحيان يتعرض هؤلاء المرضى إلى علاج طبيعي أو جراحي يستدعي إقامة متكررة بالمستشفى.
في غالب الأحيان يظهر الألم النفسي للمرة الأولى أثناء المراهقة عندما يعكس صراعات سيكلوجية جنسية، وبعد مرحلة المراهقة ينشط الألم أثناء اللحظات الحرجة الأخرى التي يمر بها المريض أثناء حياته،وقد يحدث هذا عندما تعجز الظروف الخارجية عن إشباع الدوافع الجنسية الكامنة في اللاشعور.
وقد يظهر الألم أيضا كرد فعل لفقد شخص محبوب أو يكون وسيلة لتخفيف الحداد على الشخص المفقود،وقد يكون تعذيب الإنسان لنفسه بواسطة الألم بمثابة تعويض للشخص المفقود،وأخيرا يمكن أن يستخدم الألم كتعويض رمزي عن الدوافع المحرمة سواء كانت جنسية أو عدوانية.


  العلاج من الألم النفسي:
 يمكن شفاء المريض من آلامه النفسية عن طريق البحث  والتقصي عن الأسباب الكامنة وراء هذا الألم سواء كانت أسبابا عاطفية أو إجتماعية أو بيئية أو إقتصادية ، أو إحباطات في محيط العمل أو المهنة أو الدراسة، أو صراعات جنسية أو إحساس بالوحدة والعزلة عن الأخرين،ومحاولة إزالة هذه الأسباب أو على الأقل تخفيفها بقدر المستطاع والأخد بيد المريض وبعث الأمل في نفسه نحو إمكانية الشفاء. 
أول خطوة في العلاج تتكون من تحليل سلوك المريض إزاء الألم، وتوجد طرق متعددة أهمها الإسترخاء والإيحاء يمكن إستخدامها لتغييرأشكال السلوك غير الملائمة،ومن المفيد أيضا أن نقلل من حالة القلق بإمداد المريض بالمعلومات الضرورية وتعليمه أن يضع بينه وبين الألم مسافة ومعنى ذلك أن المرضى في بعض الحالات يصبحون المعالجين لأنفسهم.
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.