أثر الجمال في النفس


أثر الجمال في النفس
الجمال من مظاهر الحياة وخصائصها،فكلّ شيء جميل في هذا الوجود لأن الله سبحانه وتعالى خالق هذا الوجود جميل يحبّ الجمال، فتكوين المخلوقات يخضع لمقاييس خاصة دقيقة، وكلّ شيء فيها بمقدار.

 الجمال بشقيه المادي والروحي، حاجة فطرية للإنسان لأنه روح الأشياء التي حولنا، وبريقها المكنون، وسرها المودوع فيها!، لا قياس ولا حدود ولا محيط له، يقول جوزيف أديسون "لا يخترق الروح مثل الجمال". وما يبدو قبيحاً لك هو جميل عند غيرك ويعود السبب بذلك لعدم وجود مقياس، أو قانون واضح للجمال بين الناس، لأن فلسفتهِ تكثر فيها المتناقضات، والمتشابهات، حتى بات باستطاعة المرء أن يدون ويبرهن ويناقش فيه، أكثر مما يستطيع في أي موضوع آخر.


لقد قال قديما الفيلسوف اليوناني أفلاطون:

« إن الجمال والخير والحقّ حقيقة واحدة، فليس بجميل ما يقوم على الباطل..»،ومن ثمّة فالجمال الذي هو دائما الحقّ والخير لا يلتقي أبدا مع القُبْحِ الذي هو دائما البشاعة في جميع صُورها، وما تُلْحقه من أضرارٍ بالفرد، والجماعة، والشعوب..وكل العصور شاهدة على ما تركه توظيف القُبْحُ من مآسٍ في حقّ الإنسانية، وتدمير لموارد الشعوب، وإلْحاق الضرر الفادح بالبيئة أم الجميع.


صاحب القلب الأسود، البائس، الممتلئ بالأحقاد والحسد، لا يمكن للجمال أن ينفذ إليه، فلا يشعر بوجوده، ولا يسمع أنغامه، فلا يطرب للحن الشجي لخرير الماء، ولا يصغي لحفيف الأشجار، أو زقزقة الطيور على الأغصان، ولا يطرب لجُشْأَة الريح ولا لسِّواس الحلي ولا يطرب لأي ألحان.
 لذا عوّد نفسك على الجمال، لتعود بالنفس إلى هدوء مشاعرها وصدق اطمئنانها وصفاء وجدانها ونقاء جوهرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.