الملاح المجهول في المخ البشري

الملاح المجهول في المخ البشري

مع كل اكتشافات جديدة في ميدان المخ البشري، تزداد الآمال في الوصول إلى علاج أخطر أمراضه،خصوصا الشلل الرعاش وفقدان الذاكرة، وغير ذلك من أمراض؛ من أحدث الاكتشافات، وجود ما يشبه الملاح الآلي الذي يلجأ إليه قادة الطائرات الحديثة لتسيير الطائرة، في الظروف التي لا تحتاج إلى مهارة القائد البشري.
فمن خلال دراسة اعتمدت على أحدث أجهزة تصوير المخ، أثناء أداء وظائفه المختلفة، تبين أن الفرد عند بداية تعلُّم قيادة سيارة، أو العزف على آلة موسيقية، تكون جميع خلايا المخ في حلة تركيز وتحفُّز.
 لكن اكتساب المهارة في هذه الأعمال وغيرها، يؤدي إلى تحولها إلى ما يوصف بالملاح الآلي لتتفرَّغ باقي أجزاء المخ إلى ما هو جدير بالتفكير.
فالمخ له دائرتان عصبيتان، لكل منهما وضيفتها في أول مرة يحاول الإنسان تعلُّم شيء معين يستخدم الجزء الأمامي من المخ وعندما يصبح حاذقًا في أداء هذا العمل، يتحول الزمام إلى المسار التلقائي ليقوم بالإشراف على قيادتنا للسيارة، ونحن في حالة استغراق في حديث مع مرافقين أو سماع أغنية من راديو السيارة،أو حتى التفكير في موضوع مهم وتتحرك السيارة معتمدة على حركت شبه آلية للأرجل والأيدي، دون أن يخطر ببالنا الاهتمام بهذه الحركات.

 والأمر نفسه ينطبق على آلة موسيقية ، فبعد اكتساب المهارة الكاملة، يعتمد الموسيقي على دائرة المسار التلقائي في المخ، حيث تتحدث أصابعه أو يداه بالمهارة المكتسبة، دون حاجة إلى تفكير أو تركيز، مما يتيح الفرصة لجميع خلايا المخ الحيوية، الراحة وتوفير الطاقة التي تُبذل عادةً أثناء مرحلة تعلمنا لشيء جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.