المنظومات البيئية الكبرى


المنظومات البيئية الكبرى


 مقدمة:

المنظومة البيئية هي كل التفاعلات التي تتم بين الكائنات العضوية الحية فيما بينها وبين العناصر الطبيعية الغير الحية وتنقسم حسب النطاقات المناخية الى عدة منظومات تتميز بثروة حيوانية وغطاء نباتي وجريان متنوع.

المنظومات البيئية في المنطقة الحارة:

نميز فيها بين ثلاث منظومات ، وتتميز بارتفاع الحرارة طول السنة والتساقطات.

المنظومة الاستوائية:

تمتد نضريا بين خطي عرض ° ١٠ شمال وجنوب خط الاستواء حوض الكونغو والامازون، جزر جنوب شرق آسيا، تتميز بارتفاع الحرارة والأمطار طول السنة وهذا يؤدي إلى غطاء نباتي كثيف يعرف بالغابة الاستوائية الدائمة الإخضرار : النخيل، فويات، السحلبيات إضافة إلى النباتات القصيرة والمتسلقة مما يجعل الغابة متماسكة وصعبة الاختراق. 

الثروة الحيوانية من نوع الضافرة والمتسلقة ، على مستوى التربة والجريان: تربة خصبة وجريان دائم حيث تتميز المنظومة الاستوائية بكونها سريعة الإضطراب إذ بمجرد اجتثاتها تتغير معالمها وتنجرف التربة وتزداد سرعة الجريان وبالتالي اختفاء أصناف من الأشجار والحيوانات المختلفة.

المنظومة المدارية:

ما بين °١٠ و°٢٠ شمال وجنوب خط الاستواء تتميز بتوالي فصل جاف وفصل مطير مع ارتفاع الحرارة طول السنة، لأنها تقع بين نطاقي الضغط الاستوائي المنخفظ والضغط المرتفع الشبه المداري وتقل التساقطات كلما اتجهنا نحو المدارين لتختفي الغابة الاستوائية وتحل محلها غابة السفانا المشجرة والعشبية وعلى مستوى الوحيش: توفر اعشاب السفانا ظروفا ملائمة لعيش الحيوانات العاشبة واللاحمة .

التربة تتميز بتعرضها لعملية الغسل في فترة التساقطات والتبخر مما يجعلها غنية بأكاسيد الحديد FeO ، جريان غير منتظم: فصل جاف ومطير.

المنظومة الصحراوية الفقيرة:

بين خطي عرض °٢٠ و °٣٠ شمال وجنوب خطي الاستواء تتميز بالحرارة والجفاف خاصة في الصيف وقوة التبخر، وعدم انتظام تساقطاتها وقد تمر عدة سنوات دون حدوث تساقطات.

التربة تتعرض باستمرار لشدة التبخر وشدة التعرية وتسود تربات فقيرة الذبال مثل التربة الحصوية والمالحة في الشطوط والسبخات، الغطاء النباتي فقير ويتكون من نباتات تلائم الجفاف كالسنط والصبار ، تعيش فيه حيوانات تتحمل الظمأ، الجريان المائي متقطع وموسمي باستثناء بعض الأودية الدائمة الجريان كالنيل.

المنظومات المعتدلة:

تقع ما بين ° ٣٠ و °٦٠ شمال وجنوب خطي الاستواء وهي لا تعرف الحرارة الدائمة للمنظومة البيمدارية الحارة ولا البرد المتواصل للمنطقة الباردة مما يجعلها تتميز بالاختلافات الحرارية حسب الفصول وهي ثلاث أنواع:

المنظومة المتوسطية:

تتميز بالحرارة والجفاف صيفا والرطوبة والدفء شتاء بحكم موقع المنطقة المتوسطية بين الضغوط المرتفعة شبه المدارية، والرياح الغربية المطيرة بالإضافة إلى تحولات جوية وتأثيرات قارية ومحيطية يسود في الواجهات الغربية للقارات، الجريان المائي غير منتظم بسبب جفاف الصيف وتساقطات الشتاء.

الغطاء النباتي: عبارة عن شجيرات تتلائم وجفاف الصيف أهمها البلوط الفليني الأخضر، الزيتون البري والارز في الشمال ، أما في الجنوب تسود غابات الصنوبر والعرعار والكافور، يتميز هذا الغطاء بالتدرج حسب تدرج التساقطات.

التربة السائدة في المنطقة المتوسطية: التربة الحمراء بسبب اختفاء الذبال وعامل التعرية التي تعرضت له المنطقة.

المنظومة المحيطية:

يتميز المناخ المحيطي باعتداله: صيف دافئ ومطير وشتاء بارد ومطير يمتد في اوربا الشمالية الغربية المطلة على المحيط الأطلسي، وفي شمال شرق أمريكا الشمالية وجنوب الشيلي. 

الغطاء النباتي: يتكون من أشجار نفضية ومخروطية مثل شجر البلوط.

 المجاري المائية: دائمة الجريان لاستمرار التساقطات طول السنة. 

الثروة الحيوانية: تتكون من الطيور المهاجرة الأرانب  والسناجب والخنزير البري.

التربة غنية بالذبال في المناطق الغابوية ومغسولة في المناطق المطيرة والمنخفضة الحرارة.

المنظومة القارية:

يتميز المناخ القاري بصيف حار وممطر وشتاء بارد وجاف لسيادة الكتل القطبية الباردة طول فصل الشتاء، والكتل المدارية خلال الصيف؛ ينتشر في كندا والولايات المتحدة الأمريكية وأوراسيا.

الغطاء النباتي عبارة عن أعشاب البراري والمروج، تسمح بوجود حيوانات عاشبة تعيش على سطح الأرض كالغزلان والخيول البرية أو في باطن التربة مثل المارموط، التربة فهي من أخصب الترب في العالم وهي تربة التشرنوزيوم السوداء الغنية بالمواد العضوية.

المنظومات البيئية الباردة:

المنظومة القطبية:

يتميز المناخ القطبي بانخفاض الحرارة في فصل الشتاء وباعتدالها صيفا °١٠ في منطقة التايكا: الغطاء النباتي عبارة عن أشجار تتكيف مع شدة البرد وهي غابات التايكا المشرفة على الدائرة القطبية الشمالية، وتتكون من التنوب والأرز والتوندرا عبارة عن أعشاب خالية من الأشجار، تربة قليلة الخصوبة حمضية تعرف بالبودزول ، ثم التربة الصقيعية المتجمدة في منطقة التوندرا وهي متجمدة مما يجعل قشرتها السطحية تتحول في فصل الصيف إلى أوحال بسبب ذوبان الثلوج، حيوانات متنوعة: ثعلب، ذئب والدب والطيور والرنة.

المنظومة الجبلية:

يتميز هذا المناخ بسيادته في المناطق الجبلية الممتدة في مختلف العروض وببرودته وغزارة أمطاره التي تأخذ شكل الثلوج في الإرتفاعات العليا وهنا نميز بين الواجهات المطيرة المقابلة للرياح الرطبة والواجهات الظليلة الجافة.

التربة فقيرة بسبب الإنجراف في السفوح الشديدة الإنحداى او المغسولة باستثناء المناطق الغابوية. 

الغطاء النباتي متدرج ومرتبط بكمية التساقطات.

خاتمة:

يبدو من خلال دراستنا للمنظومة البيئية أنها نطاقات منفصلة وقائمة بذاتها غير أن الحدود بينها ليست قاطعة نظرا لوجود مجالات انتقالية بينها إلا أن تدخل الإنسان غير من معالمها الرئيسية بوايطة اجتتات الغطاء النباتي وتوسيع الرقعة الزراعية والحضارية الشيء الذي أثر بشكل سلبي على التوازن البيئي.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.