ترجمة الصحابية الجليلة خولة بنت الأزور

الصحابية الجليلة خولة بنت الأزور


خولة بنت الأزور
بلغت المرأة بالإسلام شأنا عظيما حتى أصبحت كما أرادها رسول الله صلى الله عليه وسلم شقيقة الرجل ، فلم تدع مجالا للبطولة والفداء إلا ودخلته وضربت فيه أروع الأمثلة ، فها هي خولة بنت الأزور تخرج مع أخيها ضرار في جيش المسلمين الأبرار المنطلقين لنشر الإسلام في آفاق الأرض ومحاربة الكفر والطغيان .

وتسمع خولة خبر أسر أخيها الحبيب فترتدي ثيابا سوداء وتتثلم وتحمل سلاحها وتنطلق على فرسها ، فتخترق الصفوف باتجاه معسكر الروم كأنها السهم المشتعل ، وتلهب حماسة الجند بشجاعتها وإقدامها وتثير التساؤل والدهشة بين الجميع حتى  يهتف خالد بن الوليد سيف الله المسلول: من هذا الفارس الملثم ولم يعرف سر هذا الفارس المقدام إلا بعيد انتهاء المعركة حينما خرج مخضبا بدماء جروحه الزكية، وسيفه وقطر دما .

ولخولة موقف آخر لا يقل أهمية، ففي إحدى معارك فتوح الشام أسر الروم بعض المساء المسلمات وكانت خولة بينهن، فجمعتهن وخطبت فيهن وأثارت حميتهن، وحرضتهن على القتال بأعمدة الخيام وأوتاد الأطناب فاستجبن وهاجمن الروم، وقاتلن قتالا شديدا حتى تخلصن من الأسر بفضل الله ثم بفضل شجاعة خولة وذكائها الذي جعلها مثالا يحتدى ، ونجما يهتدى بنوره الوضاء .
 توفيت خولة بنت الأزور في عهد خلافة عثمان بن عفان- رضي الله عنه- بعد أن شهدت كثيرا من المشاهد والأحداث التاريخية.
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنها ممن قاتل يوم اليرموك مع نساء كثيرات حيث يقول: وقد قاتل نساء المسلمين في هذا اليوم وقتلوا خلقا كثيراً من الروم، منهن: خولة بنت الأزور, وخولة بنت ثعلبة الأنصارية وكعوب بنت مالك بن عاصم, وسلمى بنت هاشم, ونعم بنت فياض, وهند بنت عتبة بن ربيعة, ولبنى بنت جرير الحميرية, وعفيرة بنت غفار, وسعيدة بنت عاصم الخولاني. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.