الشعر الجاهلي

الجاهلية مصطلح ظهر مع ظهور الإسلام، يشار فيه إلى الفترة التي سبقت الإسلام وتربطها بالجهل من الناحية الدينية، العصر الجاهلي أقدم العصور الأدبية ويسميه بعض الدارسين عصر ما قبل الإسلام. وهو عصر موغل في القدم، بعيد العهد في الزمن والامتداد.
أما من الناحية الحضارية والفكرية للعرب قبل الإسلام، فإن الواقع العربي في تلك الحقبة شهد تنوعاً فكراً إبداعاً وحضارياً تثبته الآثار والمخلفات الأدبية العديدة في منطقة شبه الجزيرة العربية. من الأمثلة العديدة نذكر سد مأرب في اليمن كدليل على التقدم العلمي والعمراني، والقصائد العديدة والمؤلفات ومن أشهرها المعلقات السبع (أو العشر) كدليل على التقدم الفكري والثقافي.

كانت الوثنية هي السائدة في الجزيرة العربية، والوثنية هي عبادة الأصنام والاوثان، وقد كان عدد من القبائل يعبدون بعض الظواهر الطبيعية كالشمس والقمر والنجوم والكواكب، ومنهم من كان يعبد (الشعرى).
من أشهر أصنامهم اللات ومناة والعزى، وكانوا يعبدون الأصنام لتقربهم إلى الله لاعتقادهم أن الله عظيم ويجب أن يكون هناك واسطة بين العبد وربه. فإذا كان الأولون يعترفون لله بالألوهية والربوبية الكبرى، ويكتفون بالشفعاء والأولياء، كان الآخرون يشركون آلهتهم مع الله ويعتقدون فيهم قدرة ذاتية على الخير والشر والنفع والضر والإيجاد والإفناء . 
ومهما يكن من أمر، فقد ورثنا عن تلك الحقبة الجاهلية أدباً ناضجاً في لغته وشعره ونثره، ولكن هذا الأدب الذي وصل إلينا لا يشمل الحقبة كلها، قبل الإسلام، ذلك أننا لا نملك نصوصاً مدونة عن مبدأ الشعر عند العرب، وعن تطوره حتى بلوغه المرحلة التي كان عليها عند ظهور الإسلام. والمعروف أن أقدم ما وصل إليه علمنا من ذلك الشعر لا يرقى عهده إلى أكثر من قرنين عن الهجرة.
إن الشعراء في العصر الجاهلي يشكلون طبقة ممتازة يعول على رأيها فهم يدافعون عن قبيلتهم ويفاخرون بها متغنين بمناقبها وكرمها وشجاعتها راتين موتاها،هاجين أعدائها.
اهم ما يمتاز به العصر الجاهلي كثرة الشعراء وذلك لاهتمام العرب بقول الشعر لما فيه من تجسيد لحياتهم وكل اهتماماتهم واهمية الشعراء بينهم حتى ان بعض قصائد الشعراء علقت في الكعبة المشرفة وسميت بالمعلقات وهي سبع معلقات وقيل انها عشر وهي من افضل القصائد في الشعر الجاهلي.
أما من حيث الحياة الأدبية فقد كان العرب يهتمون بالأدب كثيرا ،إذ كان لكل قبيلة شاعر أو أكثر يتغنى بأمجادها، وكان لكل قبيلة خطيب أو أكثر، وكانوا يقدمون أدبهم في أسواقهم، ومنهم من عرضه على أستار الكعبة.
عبر العرب في العهد الجاهلي بشعرهم عن بعض الصفات الحميدة والتي اشتهر بها العرب أكثر من غيرهم من الشعوب والأمم في ذلك الوقت، كالكرم والشهامة والفروسية. كان الشعر من أبرز سمات شعر العصر الجاهلي حتى سمي ديوان العرب.
وقديما قيل"إن الشعر ديوان العرب" أي أنه سجل أخلاقهم وعاداتهم وديانتهم وعقليتهم؛بل يمكن القول إن العرب قد سجلوا حياتهم ودونوا أيامهم وحروبهم في شعرهم وهذا ما يساعدنا على إستقصاء أحوالهم المعيشية وطبيعتهم النفسية.
كانت القبيلة هي الوحدة السياسية في العصر الجاهلي ،تقوم مقام الدولة في العصر الحديث. وأهم رباط في النظام القبلي الجاهلي هو العصبية ،وتعني النصرة لذوي القربى والأرحام ان نالهم ضيم أو اصابتهم هلكة. وللقبيلة رئيس يتزعمها في السلم والحرب وينبغي أن يتصف بصفات أهمها :البلوغ، الخبرة، سداد الرأي، بعد النظر، والشجاعة، الكرم، والثروة.
كان للعرب في العصر الجاهلي أسواقٌ تجاريّة؛ كسوق عكاظ الّذي كان يتوافد إليه الشعراء والتّجار، وكانت الأشعار تُتَداوَل شفويّاً في الأسواق.
 كانت الّلغة العربيّة في العصر الجاهلي معروفة جدّاً، وتغنّى بها الشّعراء بأجمل القصائد والأشعار، وكانت الّلغة العربيّة تشغل بالهم، ويفتخرون بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.