الضحك

الضحك ظاهرة ذات أوجه تربوية ونفسية لاتخلو من منفعة حيوية بالنسبة للصحة النفسية للإنسان وللضحك عدة فوائد فهو يزيل الهم ويقاوم الغم ويفيد الصحة النفسية والجسدية.
الضحك من أشكال التعبير الصريح عن التسلية والمرح، ومشاعر أخرى أحيانا، هو رد فعل طبيعي للإنسان السليم علي المواقف المضحكة كما يمكن أن يكون وسيلة دفاع ضد مواقف الخوف العفوية.

 يقول المثل "اضحك تضحك لك الدنيا"، وذلك يشير إلى فوائد الضحك في التفاؤل وتعزيز الطاقة الإيجابية لدى الإنسان لومن يحيطون به.
الضحك يُعد تعبيرًا عن التعاطف والتفاهم المتبادل بين البشر،وإحدى وسائل التواصل البشري على مدى التاريخ.
الضحك تنشيط للذهن وترويض مرن لو من شأنه إذكاء الحيوية الذهنية من خلال نسق التخيلات المثيرة للضحك.
منذ كان البدء وكانت الكلمة كان الضحك وربما كان الضحك الظاهرة السيكولوجية قبل أن تكون الكلمة فللضحك جذور تاريخية ترجع في أعماق أقدم الحقب في التاريخ الإنساني.

يستخدم الآن الضحك كوسيلة علاجية عبر افراز هرمون وتقوية المناعة. بعد عدة نوبات من الضحك تزداد نسبة خلايا الدم البيضاء في الدم. يساعد الضحك علي تقوية عضلات الوجه والبطن والدورة الدموية في القلب مما يؤدي الي رفع ضغط الدم وزيادة نسبة الأكسجين في الدم وفي عيادات الاطفال يكون هناك مهرج.
عندما يضحك الإنسان تتحرك 17 عضلة في الوجه و80 عضلة في الجسم باكمله وتزداد سرعة التنفس.

فالضحك جزء من السلوك الإنساني الذي ينظمه المخ، وتساعد هذه العاطفة الشعورية الإيجابية من الدرجة الأولى الإنسان على أن يوضح نواياه في إطار التفاعل الاجتماعي. كما يتبلور بالضحك إحدى جوانب الاتصال والمشاركة مع الآخرين، فهو العلامة التي تشير إلى تواجد الإنسان في المجموعة الاجتماعية كما أنه إشارة إلى قبوله للتفاعل الإيجابي بينه وبين الآخرين. قد يكون الضحك في بعض الأحيان ظاهرة مُعدية، أي أن ضحك شخص قد يحفز على ضحك الآخرين من حوله. 

كما يعزو إليه علماء النفس مفعولاً مزيلاً للتسمم المعنوي والجسدي، لأنه يساعد في التخلص من نوبات الاكتئاب البسيطة والمخاوف، ويشيرالباحثون الأوروبيون حالياً إلى أن الضحك يساهم أيضاً في تخفيف آثار التوترات الضارة بصورة ملحوظة.

الضحك هو سلوى القلوب الحزينة، ودواء الجروح العميقة، ومن المسلم به أن الابتسامة تسارع في تماثل الانسان إلى الشفاء من الأمراض، كما إنه غذاء للنفس والروح. 

قد تتعدّد أسباب الضحك وتتغيّر أساليبها وطرق تعبيرها من البسمة إلى القهقهة ودلالتها ويمكن القول أن الضحك وسيلة للتواصل بل هو كاللّغة لا تنفصل عن تكوين المجتمع رؤية وأهدافا وأساليب عيش وعلاقات.

 لقد اكتشف المختصون والباحثون إيجابيات للضحك من ذلك التأثير الإيجابي على الصحّة وعلى القلب والشرايين بصفة خاصّة. الكلّ يضحك وكلّ بأسلوب خاصّ من الرّضيع إلى المسنّ وفي كلّ أصقاع العالم مهما اختلفت اللّغات والعادات. بصفة عامّة وفي أغلب الحالات يكون الضحك نشاطا لا إراديا. فمن الصعب الضحك حسب الطلب وبأمر، كما أن الضحك ظاهرة لا ترتبط مباشرة باللّغة والخطاب بما أن الرّضيع يضحك قبل أن يتعلمّ الكلام وبمجرّد مداعبته.

 يمثل الضحك صمام أمان بالنسبة لجسم الإنسان؛ فخلاله يزداد إفراز مادة “إندروفين endorphin ” في الدماغ، وهي المادة الباعثة على النشوة والراحة والرضا النفسي، كما تقل أثناءه إفرازات هرمونات الضغط النفسي والجسديstress hormones ، كالأدرينالين وغيرها، وهي تلك التي تعلو نسبتها في حالات الخوف أو الغضب أو الكراهية والعدوانية، مما يسبب مشاكل في جهاز المناعة والقلب والغدد والدماغ.

وتأكيدًا لتأثير الضحك الإيجابي على الصحة النفسية والبدنية للإنسان، أوضحت الكثير من الدراسات التي أُجريت في هذا الإطار الفوائد الكبيرة لممارسة الضحك، سواء بطريقة تلقائية أو كوسيلة للعلاج من الكثير من الأمراض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.