الإنسان والطبيعة

إرتبط الإنسان بالطبيعة منذ الأزل،فهي بمجالها الكبير الذي يسحر الألباب تمده بالمعاش الذي يرتزق منه،يتحدث إليها أو عنها وتلقي في روعه الشعور بالعظمة والجلال.
وإذا أطلق اسم الطبيعة قصد به كل ما هو موجود في هذا الكون من مخلوقات الله ـ عز وجل ـ وعلم الطبيعة هو العلم الذي يبحث في طبائع الأشياء وما اختصت به، والطبائع الأربعة عند الأقدمين هي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة.

فمن خلال هذا يتضح أنها الملهمة لكل فن،أي أنها تشكل إرتباطا وثيقا بالنفس لتستحيل موسيقى أو شعر أو رقص أو نقش أو أي فن من الفنون.
تم اشتقاق كلمة طبيعة في الإنجليزية من الكلمة اللاتينية natura التي تعني "الصفات الجوهرية والنظام الفطري" ولكنها تعني "الميلاد" حرفياً.
كانت كلمة Natura هي الترجمة اللاتينية للكلمة الإغريقية physis التي ترتبط بشكل أساسي بالخصائص الجوهرية التي تقوم النباتات والحيوانات والموجودات الأخرى في العالم بتطويرها بكامل إرادتها ودون تدخل.

ومن الاستخدامات المتنوعة لكلمة "طبيعة" اليوم ما يشير إلى المملكة العامة التي تضم أنواعًا متعددة من النباتات الحية والحيوانات. كما تشير في بعض الأحيان إلى العمليات المرتبطة بالأشياء غير الحية؛ بمعنى إنها قد تشير إلى الطريقة التي توجد بها أنواع محددة من الأشياء والطريقة التي تتغير بها بكامل إرادتها دون تدخل مثل: الطقس والسمات الجيولوجية للأرض، وكذلك المادة والطاقة التي تتكون منها هذه الأشياء كلها.
ويدل هذا المفهوم الأكثر تقليدية عن الأشياء الطبيعية - والذي ظل موجوداٌ حتى يومنا هذا - على وجود فاصل بين الطبيعي والاصطناعي، مع التركيز على مفهوم أن الشيء الاصطناعي هو الشيء الذي جاء إلى الوجود عن طريق تدخل الفكر البشري أو العقل البشري.

الطبيعة هي مادة للتأمل والتبصر ،وإكتشاف كل ماهو نبيل وجوهري في الإنسان والكون ومصدرا ينبثق من نور إلاهي يفيض على كل جمال في الإرض والسماء وهي ما ينتاب الإنسان ويتملكه أحيانا من مشاعرالرغبة التي لاتقاوم في الإقبال عليها للبوح والتناجي إبتغاء التنفيس عن النفس المكلومة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.