البيات الشتوي عند الحيوانات

البيات الشتوي

البيات الشتوي (مشتق من الكلمة الألمانية Winterruhe) هي حالة ينخفض فيها نشاط النباتات والحيوانات ذوات الدم الحار التي تعيش في المناطق فوق المدارية في العالم في أثناء الظروف البيئية القاسية لفصل الشتاء. وفي هذه الحالة، تحتفظ تلك الكائنات بالطاقة أثناء الطقس البارد حينما تكون مصادر الغذاء محدودة.

 يختلف البيات الشتوي في الحيوان عن الإشتاء الحقيقي، حيث لا ينخفض معدل التمثيل الغذائي انخفاضًا كبيرًا. ولا تنخفض درجة حرارة الجسم انخفاضًا ملحوظًا، بيد أن سرعة القلب هي التي تنخفض. مما يعني أن حيوان مثل الراكون يمكنه أن يستعيد نشاطه سريعًا إذا ارتفعت درجة الحرارة أو ذاب الثلج  ومن أمثلة الحيوانات الأخرى التي تقوم بالبيات الشتوي الغرير والدب البني.

بعض الحيوانات المشهورة بالبيات الشتوي الطويل، تجذب إليها أنظار العالم لمعرفة كيف تستطيع الاحتفاظ بعضلاتها كاملة، حتى بعد بيات شتوي طويل علمًا أن عضلات جميع المخلوقات الثديية، بما في ذلك الإنسان، تضعف وتضمر عند حرمانها من الحركة.

 وعند وضع أجهزة خاصة لقياس التغيرات التي تطرأ على العضلات تبين أن نسبة ضعفها بعد شهور من البيات الشتوي لا تزيد عن خمسة بالمائة، بينما تبلغ هذه النسبة ٩٠٪ عند إنسان يتوقف عن الحركة عدة أشهر؛ ثم أكتشف العلماء السر الكامن وراء هذه الظاهرة وهو وجود عناصر كيميائية داخل أجسام هذه الحيوانات، خصوصا الدببة، تساعد في الحفاظ على عضلاتها.

 ومعرفة التركيب الكيميائي لهذه العناصر ستتيح للعلماء الاستفادة منها في أغراض عديدة،مثل ضمور العضلات الناتج عن أسباب مرضية أو وراثية وضعف العضلات لرواد الفضاء أثناء الرحلات فضلا عما يحدث لعضلات الإنسان من وهن وضعف عند معاناته من مرض يرغمه على مزاولة الفراش أشهرا طويلة، وذلك كله يشير إلى فوائد مراقبة سلوك الحيوانات خصوصا البيات الشتوي لاستخلاص فوائد يستفيد منها البشر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.