العقل الباطن

 



اشترى رجل حمارا لأول مرة في حياته ومن فرحته بالحمار أخذه إلى سطح بيته وصار الرجل يدلع الحمار ويريه مساكن قبيلته وعشيرته من فوق السطح حتى يتعرف على الدروب والطرق ولا يضيع حين يرجع للبيت وحده .

وعند مغيب الشمس أراد الرجل أن ينزل الحمار من على السطح لإدخاله الحظيرة فحزن الحمار ولم يقبل النزول فالحمار أعجبه السطح وقرر أن يبقى فوقه .

حاول الرجل أن يقنعه مرات عديدة وحاول سحبه بالقوة أكثر من مرة أبدا لم يقبل الحمار النزول لكن الحمار دق رجله بين قرميد السطح وصار يرفس وينهق في وجه صاحبه .

البيت كله صار يهتز والسقف الخشبي المتآكل للبيت العتيق أصبح عاجزا عن تحمل حركات ورفسات الحمار فنزل الرجل بسرعة ليخلي زوجته وأولاده خارج المنزل .

وخلال دقائق .. 

انهار السقف بجدران البيت ومات الحمار 

فوقف الرجل عند رأس حماره الميت وهو مضرج بدمائه وقال : 

والله الغلط موش منك لأن مكانك في الحظيرة أنا الغلطان لأنني صعدت بك إلى السطح .

  ( العبرة من القصة  ) 

من الصعب إنزال الحمير الذين تم إيصالهم لمكان غير مكانهم الحقيقي .

لا يُلام إلا من أوصلهم لذلك المكان .

فعند تعيين أناس غير مناسبين في مواقع القرار فلا عجب من انهيار المنظومة وتصدع البيت .

الحمير كثرت على أسطحنا حتى تزعزعت دعامات أمم وأوطان فهل من وسيلة لإنزالها ؟

لأن من يصعد السطح منهم لا يقبل أن ينزل قبل أن يهدم البيت .


العقل الباطن!


يُحكى أن فلاحاً زار أحد فلاسفة الرومان في بيته، وصادف وقت مجيئه وقت غذاء الفيلسوف، فأصرَّ على ضيفه أن يجلس معه على مائدة الغذاء... 

لبَّى الفلاحُ دعوة صاحب البيت، وعندما تناول طبق الحساء بين يديه رأى فيه أفعى صغيرة، ولكنه رغم هذا أكل ما في الطبق لأنه كَرِه أن يحرج الفيلسوف!

عاد الفلاح إلى بيته، ولم ينم ليلته تلك من وجع بطنه، وقال في نفسه: "هذا أثر السُّم" 

وفي الصباح الباكر قصد بيت الفيلسوف عله يجد دواء لما ألمَّ به، وكم كانت دهشته عظيمة عندما أخبره الفيلسوف أنه لم يكن في الطبق أية أفعى، وإنما هذا إنعكاس رسمة على السقف في الطبق، وإصطحبه إلى غرفة الطعام، وسكب له طبقاً وقال: أنظر جيداً أيوجد أفعى؟

قال الفلاح: لا

عندها وضع الفيلسوف الطبق تحت الرسمة التي في السقف مباشرة، وإنعكست صورة الأفعى فيه، ثم قال: الأفعى توجد في عقلك فقط!

الغريب أن الألم في بطن الفلاح زال فور معرفته بالحقيقة!

* يقول إبن سينا: الوهم نصف الداء، والإطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.