التأمل في حقيقة الدنيا الفانية؛ يمنع من الاغترار بمتاعها، ومِن إساءة العلاقة مع العباد أو مع رب العباد لأجلها؛ لأنك إما أن تموت قبل تحصيل ما تجري وراءه من متاعها، أو يذهب عنك متاعها بعد تحصيله وأنت حيٌّ، أو تموت وتذره خلفك، أو تقوم عليك الساعة ولَمّا تشف غليلك منه.
{إِنَّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ فَاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ مِمّا يَأكُلُ النّاسُ وَالأَنعامُ حَتّى إِذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخرُفَها وَازَّيَّنَت وَظَنَّ أَهلُها أَنَّهُم قادِرونَ عَلَيها أَتاها أَمرُنا لَيلًا أَو نَهارًا فَجَعَلناها حَصيدًا كَأَن لَم تَغنَ بِالأَمسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ}
الدنيا الفانية:
هذه الجملة هي حقيقة يجب أن نتعلم منها. الدنيا هي الحياة الأرضية التي نعيشها الآن، وهي فانية، أي أنها ستختفي وتنتهي.
القرآن الكريم يذكر:
"وَما هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"
هذه الآية تشير إلى أن الحياة الدنيا هي لعب ولهو، ولكن الحياة الآخرة هي الحياة الحقيقية.
يجب علينا أن نتعلم من هذه الحقيقة ونستعد للحياة الآخرة من خلال:
1. الطاعة والعبادة.
2. العمل الصالح.
3. الصدقة والتعاون.
4. التوبة والاستغفار.
الدنيا الفانية، ولكن الأعمال الصالحة تبقى خالدة في الحياة الآخرة.
هذه حقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة
، أما حقيقة الدنيا فإنها لعب ولهو، لعب في الأبدان ولهو في القلوب، فالقلوب لها والهة، والنفوس لها عاشقة، والهموم فيها متعلقة، والاشتغال بها كلعب الصبيان.
وأما الآخرة، فإنها { خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } في ذاتها وصفاتها، وبقائها ودوامها، وفيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، من نعيم القلوب والأرواح، وكثرة السرور والأفراح،
ولكنها ليست لكل أحد، وإنما هي للمتقين الذين يفعلون أوامر الله، ويتركون نواهيه وزواجره
{ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } أي: أفلا يكون لكم عقول، بها تدركون، أيّ الدارين أحق بالإيثار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق