ما لي أكتم حبا قد برى جسدي وتدعي حب سيف الدولة الأمم
يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام و أنت الخصم والحكم
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا بأنني خير من تسعى به قدم
أنا الذي نظر العمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
انام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها و يختصم
إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس و القلم
يا من يعز علينا ان نفارقهم وجداننا كل شيء بعدكم عدم
إن كان سركم ما قال حاسدنا فما لجرح إذا أرضاكم ألم
ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي أنا الثريا و ذان الشيب و الهرم
تقديم:
سيف الدولة أمير عربي من بني حمدان كان عظيم
الهمة بصيرا بالشعر وكان أيضا شجاعا مقداما أوقف حياته على صد هجومات الروم على
البلاد العربية حينما ضعفت الخلافة العباسية ولقد كثر الأدباء ببلاطه فآثر عليهم
المتنبي فكان من الطبيعي أن يكثر حساده ويجتهدوا في الحط من قيمته عبد سيف الدولة
فضلت نفس المتنبي بصحبة الأمير وأحبه أعمق الحب واخلص له لأنه يجسد في نظره المثل
العربي الذي تطمح إليه نفس المتنبي وهذا سر إخصاب فن الشاعر في ظلال سيف الدولة
لكن حساده اضطروه إلى مغادرة حلب شطر مصر التي غادرها بخيبة أمل فولى وجهه شطر
بغداد وفي طريقه لقي الشاعر مصرعه على يد فاتك الاسدي وانتهت بذلك حياة حافلة
بالطموح والفشل.
القاموس اللغوي:
واحر قلباه: أسلوب ندبة يفيد التوجع
الشبم:البارد العواطف
سقم: المرض
اكثم :اخفي ، اسر
برى: نحت
تدعي: تزعم
الصمم :فقدان السمع
ملء جفوني: الاستغراق في النوم
الشوارد: القصائد المستعصية
جراها :سببها
القرطاس: الورق
الليت :الأسد
يعز: يصعب
الوجدان: العواطف
العدم: الفناء
الثريا:النجم
الهرم: الشيخوخة
الأفكار الأساسية:
إظهار الشاعر للألم والحسرة والضعف الذي يعاني
منه في قلبه وكذا في جسمه نتيجة لما أصابه من إهمال من طرف سيف الدولة.
تصريح الشاعر بما يكنه بالأمير من حب وتكذيبه
لادعاء حساده الزائفة.
عتاب الشاعر للأمير بسبب جفائه له وهو في نفس
الوقت الخصم والحكم.
دفاع الشاعر عن نفسه لكن بتواضع ليبين للأمير أن
ادعاء حساده باطلة.
أورد الشاعر حكمة مفادها عدم الثرة بمن يظهر النواجذ.
عودة ظاهرة الأنا في الأبيات الأخيرة وافتخار
الشاعر بشعره وشجاعته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق