ما الذي تعرفه عن المايا؟

المايا

المايا قبائل رُحَّلْ استقرت على مرتفعات غواتيمالا وهندوراس في أمريكا الوسطى حوالي ألف سنة قبل الميلاد، في الوقت الذي ازدهرت فيه حضارات بابل ومصر، متحولة من الصيد إلى الزراعة، فانتزعت أراضي من الغابة الاستوائية زرعت فيها الذرة ثم البطاطس والكاكاو والفاصوليا والطباق والبندورة والتوابل، ومع أنهم لم يعرفوا العجلة أوأدوات الري كالشادوف، ولم يستخدموا إلا آلات صنعوها من الحجر، مع وفرة المعادن عندهم، إلا أنهم برعوا في الفلك والحساب.

المايا

 سكنت حضارة المايا في جزء كبير من منطقة وسط أمريكا التي تعرف حاليا بغواتيمالا، بليز، هندوراس، السلفادور وفي نطاق خمسة ولايات جنوبية في المكسيك مثل: كامبيتشي، تشياباس، كينتانا رو، تاباسكو ويوكاتان. تأسست في البداية خلال فترة ما قبل الكلاسيكية (حوالي 2000 ق.م إلى 250 م)، وفقا للتسلسل الزمني لوسط أمريكا، وصل عديد من مدن المايا إلى أعلى مستوى لها من التطور خلال الفترة الكلاسيكية (تقريبا من 250 م حتي 900 م)، واستمرّت خلال ما بعد الكلاسيكية حتى وصول الإسبان.
المايا

 وكانت لديهم حضارة يقدر تاريخها بحوالي 3000 سنة. خلال ذلك الوقت الطويل كانوا يتحدثون في تلك الأراضي مئات اللهجات التي تولد منها هذا اليوم حوالي 44 لغات ماياوية مختلفة. وقد عرفت بالحضارة الوحيدة في تطور اللغة الكتابية في الأمريكتين زمن ما قبل كولومبوس، فضلا عن الفن، الهندسة المعمارية، وأنظمة الرياضيات والفلك.

  عملوا تقويما أكثر دِقَّةً من الذي اسْتُعْمِلَ في أوربا في القرون الوسطى، مبتدئين تاريخهم بما سموه "سنة الطوفان" (٣٠٠٠ق م)، واخترعوا رقم الصفر ستمائة سنة قبل الهنود، وقد أخذه العرب عن الهنود فنقلوه إلى أوربا، وبنوا الأهرامات والمعابد الرائعة.

  لم يعرفوا الحروب أبدا ثم فجأة في سنة ٩٨٠م تقريبا، ولأسباب غير معروفة حتى اليوم، هجروا مدنهم وأراضيهم في فترة قصيرة ونزحوا إلى سهول شبه جزيرة يوكتان فأنشئوا مدنا عظيمة، أهمها شيشن ايتزا وإكسمال، وازدهرت فيها علومهم وفنونهم من جديد، لكنهم مارسوا بازدياد وببشاعة كبيرة تقديم الضحايا البشرية لآلهتهم فوق أهرامهم.

وفي نهاية القرن الثاني عشر بدأت حروب بين مدنهم، فاندثرت حضارتهم تدريجيا حتى أنه حينما وصل المستكشفون البيض إلى بلادهم في القرن الخامس عشر كانت حضارتهم قد اندثرت تماما.

المايا

لم يختف شعب المايا نهائيا لا في وقت تراجع الفترة الكلاسيكية ولا مع وصول الغزو الإسباني واستعمارهم للأمريكتين، حيث يشكل أبناء شعب المايا في الوقت الحالي الأكثرية لسكان جميع مناطق المايا وقد حافظوا على التقاليد المميّزة والمعتقدات التي هي نتيجة لاندماج الأفكار والثّقافات لفترتي ما قبل كولومبوس وما بعد الغزو. في الوقت الحالي ملايين الناس يتحدثون لغات المايا المختلفة.
يوضح الأدب الماياوي حياة هذه الثقافة، ومن الأمثلة على ذلك مسرحية رابينال اتشي المكتوبة بلغة اتشي والتي أعلن عنها من قبل اليونسكو في عام 2005 على أنها من روائع التراث الشفهي اللامادي للبشرية، ومن الأعمال الأدبية بوبول فوه للأساطير التأريخية، وكتب شيلام بالام التي تقدر بتسعة كتب. وما دمره الغزو الإسباني هو نموذج لحضارة ماقبل كولومبوس التي تقدر بثلاثة آلاف سنة من التاريخ العريق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.