"من نوادر جحا"
يقول جحا مررت يوماً برجل غريب عن بلدتنا يأكل طعاماً فاخراً، وكان الجوع قد بلغ مني مبلغاً شديداً… فسلمتُ على الرجل وجلست بجواره لعله يدعوني لآكل معه… . وانتظرت طويلاً ولكنه استمر في التهام طعامه و ينظر إليَّ شزراً بين الحين والحين.
ثم قال لي: من أنت؟ ومن أين أتيت.؟
فقلت له:
أنا جحا، وقد أتيت من حيّكم الآن.
فقال:
أتعرف حيّنا؟!
فقلت: نعم أعرفه.
فقال:
أتعرف ابني مروان؟
فقلت:
نعم، إنه يلعب في الحي ويرعى الغنم.
فقال:
وكيف حال أم مروان زوجتي؟!
فقلت:
بخير، وفي أحسن حال.
وأخذ يسألني وأنا أجيبه لعله يدعوني إلى الطعام،
ولما وجدته منهمكاً في الأكل متجاهلاً إياي.
قررت أن أنغص عليه طعامه، فتظاهرت بالانصراف.
وقلت له:
نسيت أن أخبرك أن حيكم قد أصابه وباء، وأنتشر فيه اللصوص خاصة بعد موت كلبكم.
فقال:
وما سبب موته؟
فقلت:
لأنه أكل كثيراً من لحم جملكم.
فقال:
أمات الجمل أيضاً؟!
فقلت:
نعم، لقد تعثَّر في قبر أم مروان، فذبحه الجيران ووزَّعوا لحمه بينهم.
فقال مذعوراً:
وهل ماتت أم مروان كذلك؟!
فقلت:
ماتت حزنا ًعلى موت ابنك مروان.
فقال:
أو مات مروان أيضاً؟!!
فقلت:
نعم تهدمت عليه الدار، ومات تحت الأنقاض.
فقام الرجل يجري جزعاً تاركاً طعامه، فهجمت على الطعام، وأخذت آكل حتى شبعت بعد جوع،
وقلت لنفسي:
هكذا حال اللئام… لا تأكل في أفراحهم قدر ما تأكل في مصائبهم .
لكل من يهتم بـ القراءة والقصص والنوادر تابعو حسابي من هنا 👈 أحمد صبحى جلال ليصلكم كل جديد ❤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق