من يدير الانترنت؟



من يدير الانترنت؟


من يدير الانترنت؟:
يبدأ تاريخ شبكة الإنترنت مع تطوّر الحواسيب الرقميّة في الخمسينيات من القرن الماضي. طُوّرت المفاهيم الأوليّة لشبكات الحاسوب في العديد من مختبرات علوم الحاسوب في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا. 

منحت وزارة الدفاع الأمريكيّة عقوداً في وقت مُبكرٍ من الستينيات لتطوير أنظمة شبكات تبديل الرزم، وتضمّن ذلك تطوير شبكة الأربانت. تمّ إرسال أول رسالة عبر شبكة الأربانت بإشراف البروفسور ليونارد كلينروك من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس إلى معهد ستانفورد للأبحاث.

البروتوكول

ولتسهيل الأتصالات بين الأنظمة المختلفة، كان يجب تطوير البروتوكولات القياسية. وإلا سوف يكون الأمر مثل  شخص يتحدث اللغة الأنجليزية يحاول التحدث مع أخر يتكلم الفرنسية ولا أحد منهم يفهم الأخر. فكان هناك وسيلة تعريف لكل جهاز TCP/IP وتم اعتماد هذا البروتوكول منذ ذلك الوقت وأطلق على هذه الشبكة الإنترنت لأول مرة. 
  

 في عام 1981م قامت شبكة المؤسسة الوطنية للعلوم NsFNET بأختراع الحاسوب العملاق  في الولايات المتحدة. وفي  عام 1989 قامت  بتولي  خدمات الأنترنت الأساسية بدلا من أربانيت. وفي  بداية عام 1990 م بدء مطورين خدمة الأنترنت التجارية بتوفير المزيد من شبكات الأنترنت العامة للمستخدمين العاديين. ومنذ ذلك الوقت بدءت ثورة الأنترنت. 

سؤال أصبح يتردد على لسان الكثير من المبحرين المغاربة خاصة بعد التفجيرات التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا، وكثير من الشباب من يعتقدون بأن هناك جهة تمتلك الانترنت وهذا غير صحيح! وهذا من أكثر الأشياء التي تدعو للاستغراب، وإن كان أقرب شيء يشبه السلطة الإدارية في الانترنت هي جمعية الانترنت وهي جمعية غير ربحية لأعضاء متطوعين يقومون بتسهيل ودعم النمو الفني للانترنت وتحفيز الاهتمام بها .

فكل مستخدم للانترنت مسؤول عن جهازه ، وهناك ما يسمى بالعمود الفقري للانترنت وهو الجزء الرئيسي للشبكة الذي ترتبط به شبكات أخرى وعند إرسال معلومات يجب أن تمر بهذا العمود الفقري .

ويلي ذلك الشبكة الوسطى للانترنت وهي شبكة العبور التي تربط الشبكة الجذرية بالعمود الفقري أي تقوم بربط مناطق جغرافية بالعمود الفقري ، والشبكة الجذرية هي المستوى الثالث من الانترنت وتقوم بربط شبكات المؤسسات والمعاهد بشبكات المناطق الجغرافية في المستوى المتوسط والذي وسمح لهم بالدخول على العمود الفقري ؛ ولا أحد يقوم بتمويل ذلك بل كل شركة مسؤولة عن تمويل نفسها.

ولكن ؛ في عالم النت هناك فرق كبير بين كلمتي "امتلاك" و"تحكم"...
فالامتلاك صعب بفضل تعددية وانتشار الشبكة، أما "التحكم" فأكثر سهولة بحكم الأسبقية والريادة التقنية التي تملكها الولايات المتحدة الأمريكية..

فبحكم الأسبقية؛ نشأت النت في مختبرات جامعة كاليفورنيا قبل أربعين عاماً ثم بدأت كشبكة مغلقة خاصة بوزارة الدفاع الأمريكية.. ورغم أنها اليوم أصبحت مفتوحة ويشارك فيها أكثر من بليون ونصف إنسان إلا أن بروتوكولات التعامل ونظم التواصل وضعه وسيطر عليه منذ البداية "الأمريكان"..

في البداية الأنترنت ليس مجرد شيء يمكن أمتلاكه بواسطة  أي شركة أو منظمة، ولكن مجرد عدد هائل  من الشبكات المتصلة التي  تمتكلها العديد من الشركات والمنظمات،  بالأضافة إلي عدد من الوكالات المنظمة والخدمية  المتحكمة في  الجانب الرئيسي للأنترنت، ولتوفير شبكات أخري في حال وجود أي عطل. ويعتبر الأنترنت  شبكة لا مركزية  في الكثير من الأجزاء والأماكن  التي يوجد فيها.


في الحقيقة لا يوجد مالك للانترنت، فلا يوجد مجموعة واحدة تمتلك الشبكة كاملة ولكن أغلب شبكة الانترنت يتكون عبر مجموعات صغيرة من المزودين للخدمة وأيضًا السلطة الحكومية التي تستطيع التحكم أحيانًا في الشبكة كما ذكرنا ما يحدث في الصين.  ولو أن واحدة من شركات الانترنت الفرعية قررت ان  تقطع اتصالتها مع الشبكات الاخري فمن الممكن ان يسبب هذا العديد من المشاكل الخطيرة  لملايين من الناس. وهناك العديد من الحركات التي تطالب بجعل الانترنت حرًا تمامًا كالماء والهواء بعيدًا عن تحكم سلطوي من شركات أو مزودين خدمة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.