القصة

 

القصة في مضمونها حادثة أو مجموعة من الحوادث المرتبطة ينتقيها القصاص من الحياة أو يتخيلها ويمكن أن تحدث في الحياة،يختار لها أبطالها ومكانها وزمانها فهي إذن صورة من صور الحياة؛ القصة سرد واقعي أو خيالي لأفعال قد يكون نثرا أو شعرا يقصد به إثارة الاهتمام والإمتاع أو تثقيف السامعين أو القراء يعرضها الكاتب بأسلوبه الخاص متأثرا بتجاربه وثقافته وهدفه من وراء القصة التعبير عن نفسه وعن رأيه في الناس والأحداث وتصوير بعض مظاهر الحياة كما يراها ويفهمها.
القصة إذن أسلوب أدبي له خصائصه يهدف للتعبير عن النفس البشرية في تفاعلها مع الأحداث وفي موقفها من الحياة والعقائد السائدة؛ترمي القصة إلى إظهار النواحي الفلسفية والإجتماعية والخلقية في إطار فني قوامه مشاكلة الواقع والحادثة والعقدة والحوار يتخلل ذلك تحليل النفس ووصف للأشخاص مع شيء من الخيال. 
القصة عمل أدبي يصور حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة، يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها وتسلسل الفكرة فيها، وعرض ما يتخللها من صراع مادي أو نفسي، وما يكتنفها من مصاعب وعقبات، على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة تنتهي إلى غاية معينة.
القصة هي أفضل طريقة لإيصال الأفكار للناس، القصة لها تأثيرا ساحرا عليهم، هي التي تجذب الناس للاستماع، وتبقيهم مستمعون، على العكس فإن سرد المعلومات كما هي لا يأتي بنفس قوة النتائج التي تأتي بها القصة، وقد بينت التجارب العديدة ذلك، القصة بدأت معنا منذ قديم الزمان، ولا تزال معنا إلى يومنا هذا تستخدم في جميع نواحي الحياة. 
تُعَدُّ القصة أحد فنون الأدب الحديثة؛ لكونها أحسن معبِّر عن واقع محتمل الوجود، فمنذ بداية القرن التاسع عشر أصبحت فنًّا قائم الذات، بيد أن تطوُّرها وتعدُّد اتجاهاتها واهتمام النقد الحديث بها ازداد نشاطًا منذ بداية القرن العشرين، واعتبرها بعض النُّقَّاد عملاً فنيًّا حديثًا لا يمتُّ بصلة للماضي، وجزم آخرون بأن لها جذورًا تمتدُّ إلى الماضي العريق، وهذا الرأي أقرب إلى الصواب؛ إذ لا وجود لفن من عدم، وكل فن من الفنون ينهض على أنقاض سالفه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.