مباديء الدعاية


الدعاية هي محاولة مدروسة للتحكم في تلقي العامة لموضوع ما. وتتضمن موضوعات الدعاية الأشخاص (على سبيل المثال السياسيين والفنانين) والسلع والخدمات والمؤسسات بجميع أنواعها والأعمال الفنية أو الترفيهية.
إن الدعاية غايتها تحقيق الإقناع،والدعاية تقوم على الترويج لفكرة قد تكون صادقة أو قد تكون مزيفة كاذبة وهي تقوم على مبادىء رئيسية هي:
الإلحاح:وهوطرح الفكرة مرات ومرات،وفي أشكال جديدة ومناسبات وظروف مختلفة.فالإلحاح يقوم على ركيزتين هما التكرار ثم التنوع في الأسلوب وفي مناسبات العرض وأزمنتها .  
التكرار المستمر لفكرة عادة ما تكون في صورة شعار بسيط أو لفظ جذاب وبالتكرار تتحول إلى ما يمكن اعتباره جزء من الحقيقة. هذا الأسلوب ناجح في حالة محدودية وسائل الإعلام وسيطرة  على وسائل الإعلام المتوفرة.

الاستفادة من الشخصيات اللامعة: وهو أسلوب شائع وشديد الخطورة، ولا نقصد به هنا الاقتصار على جذب مشاهير الفن والرياضة للإعلان التجاري، مع ما في ذلك من تبعات سيئة على الجيل الناشئ الذي يتخذ من هؤلاء قدوة في السلوك، ولكن الأمر قد يصل إلى حد الخداع بالاستفادة من بعض الانتهازيين من المفكرين والعلماء الذين لا يتورعون عن الممالأة وتقديم بعض الآراء في قوالب فكرية مصطنعة، مع التأكيد على إبرازها تحت أسماء هؤلاء المشاهير بما يحملونه من ألقاب قد تصاغ خصيصاً لإضفاء المزيد من التأثير.

 المتابعة: وهدفها معرفة مدى تغلغل وإنتشار الفكرة بين المتلقين فمثلا تمكن المتابعة من تتبع نسبة اللذين يعتقدون بصحة الفكرة مقارنة باللذين يرفضونها، فكلما إتسعت النسبة كلما دل ذلك فعالية مبدأ الإلحاح والعكس صحيح.
الملاحظة: وتكون بالحرص الدائم والمستمر على تجديد الفكرة وتطويرها لتكسب مزيدا من الحيوية والجاذبية. 
الاعتماد على الأرقام والإحصائيات ونتائج الاستفتاء:  
 وهذا الأسلوب يضفي الكثير من المصداقية على الخبر المراد ترويجه، إذ تعمد وسائل الإعلام  إلى دعم الكثير من الأخبار والإعلانات باستفتاءات وإحصائيات تنسب عادة إلى بعض الجهات المتخصصة ذائعة الصيت، وبالرغم من شيوع القول بأن هذه المؤسسات البحثية والإحصائية قد اكتسبت شهرتها بسبب مصداقيتها ونزاهتها، إلا أنه من غير الممكن أيضاً التأكد من ذلك بأي وسيلة كانت.
التأكيد بدلاً من المناقشة والبرهنة:
بالرغم من تساهل وسائل الإعلام مع أصحاب الآراء الشاذة في عرض وجهات نظرها، إلا أنها غالباً ما تغفل الآراء التي لا تتفق مع مصالحها بشكل شبه تام، فتقدم وجهات نظرها على أنها من المسلمات التي يتفق عليها الجميع دون نقاش، وتتجنب حتى الرد على الرأي الآخر خشية تسليط الضوء عليه والمساعدة على انتشاره بلفت الأنظار إليه. 

إثارة الغرائز وادعاء إشباعها:

لعل إثارة الغرائز في وسائل الإعلام هي من أكثر الأساليب وضوحاً لدى المتلقي، إذ يستغل المعلن والإعلامي الغربي مساحة الحرية التي يتيحها النظام الليبرالي في العبث بغرائز المتلقي لتلقينه ما يريد.
وقد تهدف الدعاية هنا إلى مجرد لفت الانتباه للترويج لسلعة ما كاستخدام الصور الخليعة في الإعلانات المصورة، أو يمتد الأمر لربط الشيء المعلن عنه بغريزة ما كأن يصبح إشباعها متعلقاً بهذا الشيء.

مع تطور وتوسع دور وسائل الإعلام وتقنيات الاتصال التي تجتاح عالمنا اليوم، تتماهى باطراد تلك الحدود التي كانت تفصل في الماضي بين دور كل من الإعلامي والمعلِن، إذ يضطر كل منهما للتحايل على ارتفاع مستوى الوعي الاجتماعي، مستفيدَين من تطور مهارات الاتصال وتقنيات الإبهار، مما دفعهما للانتقال إلى مستويات أعلى من الإسفاف في نقل الصور "المؤدلجة" عن الواقع، أو الإمعان في ترسيخ صور أخرى في ذهن المتلقي.
عدد من تقنيات البروباجاندا تعتمد على نفس أساليب أبحاث علم النفس الاجتماعي ففي كثير من الأحيان يتم الاعتماد على المغالطات المنطقية حيث يقوم القائم بالدعاية باستخدام عبارات مقنعة وإن كانت غير سليمة أو واقعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.