من نوادر البخلاء للجاحظ



 من نوادر البخلاء للجاحظ

......

ذهب رجل بخيل إلى أحد الأطباء ليكشف عن علته ويصف له الدوا ء ، وكان

الطبيب يتقاضى على الكشف للمرة الأولى ثلاثة جنيهات ، وفي المرة الثانية جنيهين ، 

وفي المرة الثالثة جنيها واحدا ،

فقال الرجل البخيل للطبيب : - لقد سبق أن عرضت نفسي عليك مرتين قبل الآن ، وهذه المرة الثالثة، فأرجو آن تبحث حالتي الآن وتصف لي العلاج المناسب ، وهذا جنيها أجرة الكشف ...

ففطن الطبيب لهذه الحيلة ، فأجرى الكشف على الرجل ، 

ثم كتب له الوصفة الآتية : يعاد استعمال الدواء السابق مرة ثالثة.

من نوادر البخلاء :


يُحكى أن أحدهم نزل ضيفاً على صديق له من البخلاء ، وما أن وصل الضيف ، حتى نادى البخيل ابنه وقال له : يا ولد عندنا ضيف عزيز على قلبي ، فاذهب واشترِ لنا نصف كيلو لحم من أحسن اللحم.


ذهب الولد وبعد مدة عاد ولم يشترِ شيئاً !

فسأله أبوه : أين اللحم ؟


فقال الولد : ذهبت إلى الجزار ، وقلت له : أعطنا أحسن ما عندك من لحم.

فقال الجزار : سأعطيك لحماً كأنه الزُبد.

قلت لنفسي : إذا كان الأمر  كذلك فلماذا لا أشتري الزُبد بدل اللحم !


فذهبت إلى البقال ، وقلت له : أعطنا أحسن ما عندك من زُبد.

فقال البقال : سأعطيك زُبداً كأنه الدبس.

فقلت لنفسي : إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا أشتري الدبس بدلاً من الزُبد !


فذهبت إلى بائع الدبس ، وقلت له : أعطنا أحسن ما عندك من دبس.

فقال : سأعطيك دبساً كأنه الماء الصافي.

فقلت لنفسي : إذا كان الأمر كذلك  .. فعندنا ماء صافٍ في البيت.


وهكذا عدت دون أن أشتري شيئاً 


قال الأب : يا لك من صبي شاطر .. ولكن فاتك شيء ، لقد استهلكت حذائك بالجري من دكان إلى دكان !

فقال الولد : لا يا أبي ... أنا لبست حذاء الضيف.


الجاحظ / كتاب البخلاء



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.