الانترنت والهوية الثقافية






الانترنت والهوية الثقافية:

الهوية الثقافية في حد ذاتها تعتبر كيانا يصير ويتطور وليست معطى جاهزا أو نهائيا، هي تصير وتتطور إما في اتجاه الانكماش أو الانتشار وهي تعتني بتجارب الآخرين ومعاناتهم، انتصاراتهم وتطلعاتهم، وأيضا باحتكاكها سلبا وإيجابا مع الهويات الثقافية الأخرى التي تدخل معها في تغاير من نوع ما.

الانترنت جزء من نظام ونسق ذو أبعاد يشمل كل المجالات، هنا النظام العالمي هو العولمة الذي يعكس مظهرا أساسيا من مظاهر التطور الحضاري .

إن حاجتنا إلى الدفاع عن هويتنا الثقافية، لا تقل عن حاجتنا إلى اكتساب الأسس والأدوات التي لا بد منها لدخول عصر العلم والثقافة، وفي مقدمتها العقلانية والديمقراطية ودخول الذوات الفاعلة المستقلة وليس دخول الموضوعات المنفعلة المسيرة .

فالإنترنت فرضت نفسها  كواحدة من الإمكانيات اللامحدودة التي يجب على الافراد استغلالها كوسيلة لإبراز الذات ومقاومة الاختراق وتوظيفها كأرقى وسائل العلم في اكتساح مختلف العقول المعرفية والخصوصيات الثقافية . 

فالإنترنت اذن تجسيد للعولمة كنظام والنظام لا يقاوم من خارجه إلا بنظام مكافئ له أو متفوق عليه، وفي غياب هذه المعادلة فلا سبيل إذن إلى مقاومة سلبيات العولمة إلا من خلال العولمة نفسها، بأدواتها وبإحراجها في قيمها وتجاوزها .







 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.