علم النفس


علم النفس  هو الدراسة الأكاديمية والتطبيقية للسلوك، والإدراك والآليات المستنبطة لهما.
تشير كلمة علم النفس أيضا إلى تطبيق هذه المعارف على مجالات مختلفة من النشاط الإنساني، بما فيها مشاكل الأفراد في الحياة اليومية ومعالجة الآمراض العقلية.

 يعود الوعي بالمرض العقلي وعلاجه إلى ابعد من 2100 قبل الميلاد ، وينسب أول اهتمام به إلى البابليين الذين اعتقدوا أن المرض العقلي يحدث نتيجة تملك شيطان  لروح  الشخص لا يمكن انتزاعه الا من خلال الوسائل السحرية والدينية ، وكان الكهنة هم الاطباء وهم السحرة  .

 يتم ترجمة كلمة علم النفس على أنها تعني دراسة النفس و مشتقة من الكلمة اللاتينية سيكولوجيا التي استخدمها مارلو ماريوليك للمرة الأولى في أواخر القرن 15. يوجد حاليا عدد من النظريات التي تم التوصل لها بهذا العلم من بينها مذهب الوظائفية و مذهب الإدراكية و التحليل النفسي .
  نشأة علم النفس وتطوره:
يعتبر علم النفس من أحدث العلوم وأقدمها فهو ذو تاريخ طويل وهو الذي يحاول فيه الفرد أن يفهم غيره من الناس ممن يتعامل معهم.


  كان علم النفس فرعاً من فروع الفلسفة، فقد ذهب بعض فلاسفة الإغريق إلى أن الروح مادة كالهواء لكنها بلغت حداً كبيراً من الشفافية والدقة، حتى جاء أفلاطون وقال إن أفكار الناس تؤثر تأثيراً كبيراً في سلوكها، وكان يرى أن هذه الأفكار لها وجود مستقل عن الإنسان فهي تقيم في الجسم أثناء الحياة وتتركه عند الموت، ثم جاء أرسطو وقال أن الروح أو النفس هي مجموعة الوظائف الحيوية للكائن الحي أي هي وظائف الجسم ويتميز بها عن الجماد وعليه فإن السلوك والحالات النفسية نتيجة لعمليات جسمية، وحاول أرسطو فهم الطرق التي يفكر بها الإنسان وصاغ قوانين في تداعي المعاني سادت فترة طويلة حوالي عشرة قرون من الزمن لذا فهو يعتبر المؤسسة الأول لعلم النفس.

جاءت العصور الوسطى وانقسم الفلاسفة إلى قسمين قسم اختص بدراسة الظواهر الروحانية وهؤلاء هم رجال الدين وآخرون بدراسة الظواهر العقلية وهؤلاء هم الفلاسفة.
ظهرت في أنجلترا المدرسة المترابطية أو المدرسة الإنجليزية ومؤسسها جون لوك، وكان لهذه المدرسة أثر كبير في توجيه الدراسات النفسية حتى نهاية القرن الماضي، ومن مسلمات هذه المدرسة الأساسية أن الإنسان يولد وعقله صفحة بيضاء تنقش عليها المعارف والخبرات عن طريق الحواس، وترى أن الإحساسات هي عناصر العقل ووحداته.
ظل علم النفس فرعاً من الفلسفة العقلية التأملية حتى قبل نهاية القرن الماضي بفترة قليلة حتى حدث إنقلاب في موضوع ومشكلات ومنهج البحث في علم النفس على يد ثلاثة علماء هم: دارون وفونت وفرويد. 
ظهر المنهج التجريبي في دراسات علم الفيزياء وعلم الفسيولوجي لذا بدأ بعض الباحثين في علم النفس استخدام هذا المنهج في دراسة الظواهر النفسية حيث أسس ويليان فونت عام 1879 أول معمل لعلم النفس التجريبي بألمانيا وكان المعمل مزوداً بأجهزة وأدوات لإجراء التجارب على الحواس وعلى عمليات التذكر والتعلم والتفكير والانتباه وقياس التغيرات الفسيولوجية أثناء الانفعال وقد سمي هذا الاتجاه بالاتجاه التجريبي.
وجاء فرويد وأثبت وجود حياة نفسية لاشعورية إلى جانب الحياة الشعورية فهناك إدراك وتفكير وتذكر ورغبات لاشعورية وهذه تحرك سلوك الفرد وتوجهه والحياة اللاشعورية قد تكون سبباً في ظهور الأمراض النفسية أو الاضطرابات العقلية.
وأحد أكبر إسهامات فرويد في علم النفس هو اكتشافه كيفية تأثير العمليات اللاشعورية وبشكل خاص الدوافع اللاشعورية في الشخصية الإنسانية.
تطور علم النفس في الخمسين سنة الأخيرة تطوراً مذهلاً وتوسعت آفاقه ولم يبق مجال من مجالات الحياة المعاصرة إلا وتغلغل علم النفس فيه، كما ازداد عدد العاملين في ميادين علم النفس ازدياداً كبيراً ويلمح هذا التطور من خلال ظهور الجمعيات المختلفة لعلم النفس التي ازدادت وتوسعت في السنوات الأخيرة.
 إن العدد الأكبر ممن يحملون شهادات عليا في علم النفس يعملون في حقل التدريس الجامعي وفي المؤسسات الحكومية وخاصة في مجالات التربية والصناعة والتجارة والعيادات ومراكز التوجيه والإرشاد.

الصحة النفسية :
الصحة العقلية أو النفسية هي مستوى الرفاهية النفسية أو العقل الخالي من الاضطرابات، "وهي الحالة النفسية للشخص الذي يتمتع بمستوى عاطفي وسلوكي جيد" .
 الصحة النفسية ليست مجرّد غياب الاضطرابات النفسية، بل هي حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة والتكيّف مع حالات التوتّر العادية والعمل بشكل منتج ومفيد والإسهام في مجتمعه المحلي.

ويقتضي تعزيز الصحة النفسية اتخاذ إجراءات متعددة القطاعات تشمل عدداً من القطاعات الحكومية وغير الحكومية أو المنظمات المجتمعية. وينبغي التركيز أساسا على تعزيز الصحة النفسية مدى الحياة لضمان بداية صحية في حياة الأطفال وتوقي الاضطرابات النفسية عند الكبر.

يتعرض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية في جميع أنحاء العالم لطائفة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان. ويعني وصم هؤلاء أنهم غالباً ما يُنبذون من المجتمع ولا يحصلون على ما يلزمهم من الرعاية أو الخدمات والدعم ليعيشوا حياة حافلة في المجتمع المحلي. ويُبعد في بعض المجتمعات المحلية الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية إلى أطراف المدينة حيث يُتركون فيها شبه عراة أو يرتدون ثياباً ممزقة، كما يُربطون ويُضربون ويُتركون فيها جياعاً.

 ويواجه أيضاً الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية التمييز بشكل يومي، بما في ذلك في مجالات التعليم والتوظيف والسكن. وتقوم بعض البلدان حتى بمنعهم من التصويت أو الزواج أو إنجاب الأطفال. 

 الشخص الذي يعاني من اضطراب في حالته الصحية السلوكية يواجه مشاكل عديدة، لعل أبرزها الإجهاد والاكتئاب والقلق ومشاكل في علاقاته مع الآخرين وقد يعاني من الحزن والإدمان وقصور الانتباه وفرط الحركة و صعوبات في التعلم واضطراب المزاج واضطرابات نفسية أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.