دعاء إفطار الصائم

 

الصيام هو الامساك عن الطعام والشراب ومباشرة النساء من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله عز وجل. وهو من العبادات القديمة التي شرعها الله في سائر الأديان من لدن آدم عليه السلام.  والغاية منه إعداد النفوس لتقوى الله  ومراقبته واجتناب معاصيه قال الله تعالى: " كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " سورة البقرة آية: ١٨٣-١٨٤.

 

 ويشتمل على حكم عديدة دينية وصحية واجتماعية.  فهو تدريب عملي مفيد للإنسان مدة شهر في كل عام يستفيد منه روحيا وجسميا وخلقيا واجتماعيا، ويظفر برضا الله ومغفرة ذنوبه (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ).

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه:

(كل عمل ابن آدم يضاعف: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي ، للصائم فرحتان فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) رواه مسلم. 

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ( من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ منه كفر ما قبله). رواه ابن حبان في صحيحه 

عن أبي مسعود الغفاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لو يعلم العباد ما رمضان، لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان) . رواه ابن خزيمة

معنى الصوم:

الصوم في اللغة هو الامساك عن الشيء والكف عن تناوله، فمن كف عن الكلام مثلا قيل عنه لغة إنه صائم. ومنه قوله تعالى مخبرا عن مريم : 《إني نذرت للرحمن صوما》 أي سكوتا عن الكلام فلن أكلم أحدا.

وفي الشرع هو الإمساك عن الطعام والشراب ومباشرة النساء من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، بنية التقرب إلى الله عز وجل. 

أقدمية الصوم:

وهو من أصول العبادات التي اتفقت عليها سائر الأديان السماوية وفرضه الله على جميع عباده من لدن آدم عليه السلام، فليست فرضيته خاصة بالمسلمين ولكنه فرض عليهم كما فرض على من قبلهم من اليهود والنصارى وغيرهم من الأديان السابقة.

ولا زال اليهود والنصارى يصومون أياما معلومة من السنة. فهو إذن عبادة قديمة لم يخل منها دين وقد كان معروفا حتى بين الأديان الوثنية، كالهنود وقدماء المصريين واليونان والعرب وغيرهم، ولذلك قال الله تعالى: 《يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون 》.

والتشبيه في الآية راجع إلى أصل مشروعية الصيام وفرضيته، ليتسلى المسلمون بذلك، لما في الصيام من صعوبة ومشقة، دون تحديد وقته وكيفيته.

حكمة الصيام:

وانما فرض الله الصيام على عباده من أثر في تهذيب النفوس وتزكيتها وإعدادها لخوف الله ومراقبته بسبب ترك العبد طعامه وشرابه وشهوته امتثالا لأمر ربه ورغبة في رضاه ومثوبته.

يتركها بمخض إرادته واختياره، حيث لا يمنعه من ذلك حين يخلو بنفسه إلا إيمانه وحياؤه من الله جل جلاله أن يراه يخالف أمره وينتهك حرمته. وهذا هو السر في كون الله تعالى خص الصيام من بين سائر العبادات بإضافته لنفسه.

وذلك لأنه سر بين العبد وربه، ولا اطلاع لأحد عليه ولا رقيب فيه على الصائم إلا مولاه وضميره، وبتعود الصائم مغالبة نفسه وكفها عن شهواتها_ وهو في أشد الحاجة إليها _ طيلة شهر كامل، طلبا لمرضاة الله، تتربى فيه قوة الإرادة وملكة خوف الله تعالى ومراقبته وتقواه.

وتقوى الله هي أصل كل خير وسعادة في الدنيا والآخرة. 

هذه التقوى التي يعد لها الصيام ويهيء النفوس لها هي الغاية الأولى من فرضيته كما قال تعالى: 《كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون 》 فمعنى "لعل" في الآية التهيؤ والإعداد.

فبان من هذا أن الغاية من الصيام ليست مجرد صورته وشكله الظاهري ، وهو الذي يتحقق بترك المفطرات الحسية، بل الغاية منه أن يكون وسيلة لتقوى الله، والإمتناع عن كل ما يؤذي الناس ويغضب الله من قول أو عمل.

ولهذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) ويقول: ( الصيام جنة ، فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم) أي ليدفع بذلك شره عنه، ويتذكر انه في عبادة تمنعه من مجاراة الخصم في سفهه ومقابلته بالمثل.

 دعاء  إفطار الصائم:


● "ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله " أخرجه أبو داوود ٣٠٦/٢ وغيره وانظر صحيح الجامع ٢٠٩/٤.
● " اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي" أخرجه ابن ماجه ٥٥٧/١ من دعاء عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وحسنه الحافظ في تخريج الأذكار انظر شرح الأذكار ٣٤٢/٤.
قال الله تعالى: 
《شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه》
سورة البقرة آية: ١٨٥
قال الله تعالى:
《وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل》
سورة البقرة آية: ١٨٧

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) رواه البخاري ومسلم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين) رواه البخاري ومسلم 

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) رواه البخاري ومسلم.
 
وعن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له) رواه أحمد وأبو داود والترمذي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.