قصيدة ” كبوة الريح” للشاعر أحمد المجاطي

 

يعدُّ الشاعر أحمد المجاطي (1936- 1995) من أبرز الوجوه التي شيّدت صرح القصيدة الحديثة بالمغرب في ستينات هذا القرن وهو الذي ساهم مع ثلة من زملائه في إرساء أُسس الخطاب النقدي الحديث حيث المجاطي باحث ومحاضر في الجامعات المغربية علاوة على كتابة الشعر.‏ 

لقد تركنا المجاطي مشدوهينَ بديوانه الوحيد "الفروسية"‏
والمتتبع لهذا الديوان يجده مسكوناً بالوجع الشعري. وجع يعبِّر عن هموم الزمان والمكان العربيين إذ تحفل قصائد هذا الديوان بخلفيتها التراثية التي تشكِّل عالماً يبتهج بالوقائع والأحداث التي تتفاعل مع لحظة الكتابة الشعرية وتجلياتها. فإذا كان الشاعر يبدو غريباً على زمن الأحداث فإنه يظلّ قابضاً على زمن القصيدة ونارها. لذلك جاء الديوان بأكمله كتابةً تكشف عن عمق الجروح والانكسارات التي تَشِمُ الجسد العربي في كلّ أعضائه. 

قصيدة ” كبوة الريح” للشاعر أحمد المجاطي

على المحيط يستريح الثلج والسكوت
تسمر الموج على الرمال
والريح زورق بلا رجال
وبعض مجداف وعنكبوت من يشعل الفرحة في مدامعي؟
من يوقظ العملاق من يموت؟
رائحة الموت على الحديقة
تهزأ بالفصول
وأنت يا صديقة
حشرجة ودمعة بتول
ووقع أقدام على الطلول
تبحث عن حقيقة
عن خنجر.. عن ساعد يصول
وكان ريش النسر في جراحنا العميقة
فماً وصمتاً ظامئاً لدقة الطبول
لعصفة من كرم الريح تبل ريقه
وحلبة النزال أي غيمة رقيقة
تحوم حول كبوة الخيول
عودوا بأشلائي، دمي لم يبتسر طريقه
من مد للفجر يداً يستعجل الوصول؟
من شد عند صخرة ظنوني؟
ومد منقاراً إلى عيوني؟
يا سارق الشعلة إن الصخب في السكون
فاقطف زهور النور، عبر الظلمة الحرون
نحن انتجعنا الصمت في المغارة
لأن نتن الملح لا تغسله العبارة
فانزل نعي للبحر تحت الموج والحجارة
لا بد أن شعلة تغوص في القرارة
فارجع بها شرارة
تنفض توق الريح من سلاسل السكوت
تعلم الإنسان أن يموت…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.