البحاروالمحيطات

البحاروالمحيطات


البحاروالمحيطات:
تحتل البحاروالمحيطات الجزء الأكبر من مساحة الكرة الأرضية (حوالي 70% ) ، وقد أصبحت اليوم تكتسي أهمية متزايدة من الناحية الإقتصادية نتيجة الثروات الحيوانية والنباتية المتوفرة فيها ؛ ومن تم تزايد الإهتمام بالبحار التي أصبحت اليوم موضوع علم قائم بذاته هو علم البحار أو (أوقيانوغرافيا) .
يتميز المحيط عن البحر بكونه أكثر إتساعا ويفصل بين القارات ، وعدد المحيطات خمسة .
التضاريس البحرية:
البحاروالمحيطات عبارة عن منخفضات من القشرة الأرضية يغمرها الماء ، ومن تم فإن قعرها يتميز بوجود تضاريس تذكر بالأشكال الموجودة على اليابسة .
الرصيف القاري:
وهي منطقة قليلة العمق إذ لا يتجاوز عمقها 200 متر ويشكل الرصيف القاري حاشية متفاوتة العرض تحيط بالقارات وتمثل امتدادا لها داخل البحر ؛ لذ فإن الرصيف القاري منطقة مهمة من الناحية الإقتصادية ، فبالإضافة إلى إمكانات الصيد البحري يسهل استغلال الخيرات المعدنية للرصيف القاري لقلة العمق ، وتحاول جل دول العالم مد نفوذها على هذه المنطقة بجوار شواطئها لكي تنفرد مستقبلا باستغلال خيراتها .
الحافة القارية:
يحد الرصيف القاري من جهة البحر بحافة عالية بين 200 متر و 300 متر وشديدة الإنحدار تدعى الحافة القارية ، وهي تفصل الرصيف القاري عن الأغوار والأحواض البحرية المتواجدة في الأعماق المتوسطة والعليا .

الأحواض البحرية:
توجد هذه الأحواض على عمق يتراوح  في الغالب بين 3000 متر و 5000 متر لذا تسمى كذلك بالأعماق المتوسطة ، وتحتل هذه الأحواض الجزء الأكبر من مساحة قعر المحيطات والبحار ، وتتخلل الأحواض البحرية في وسط المحيطات سلاسل جبلية مكونة من صخور باطنية شبيهة بالصخور البركانية ؛ وتظهر هذه السلاسل بشكل واضح في وسط المحيط الأطلسي مثلا حيث تكون قممها مجموعة من الجزر كجزر الأصور .
الأغوار البحرية:
وهي المناطق الأكثر عمقا إذ يتجاوز عمقها أحيانا 10000 متر لكنها تحتل نسبة صغيرة من مساحة قعر البحار والمحيطات (أقل من 2% ) وتمتد الأغوار البحرية  عند قدم السلاسل الجبلية أو الأشرطة البركانية ، كما هو الشأن بالنسبة لأغوار "مريان" بالمحيط الهادئ .
مياه البحر:
تتميز المياه البحرية بملوحتها وحرارتها وكثافتها .
الملوحة:
إن معظم المعادن المعروفة متوفرة في المياه البحرية بكميات جد متفاوتة ؛ فمياه البحر تحتوي على آثار من الذهب واليورانيوم، كما تحتوي على غازات كالأوكسجين والهيدروجين إلا أن الأملاح المعدنية تعتبر من أهم ما تختوي علوه هذه المياه ، حيث أن نسبة الملوحة تبلغ في المتوسط 35% أي ما يعادل 35 غرام من الأملاح في الليتر الواحد ، ويعد كلورور الصوديوم وهو الملح العادي أهم هذه الأملاح إذ يشكل 78% من كمية الأملاح المتحللة في مياه البحر .
غير أن نسبة الملوحة تختلف حسب العمق وحسب التبخر الذي تتعرض له مياه البحر ؛ فالملوحة تقل بصورة تدريجية حتى عمق 500 متر لتصبح بعد ذلك مستقرة ، كما ترتفع  نسبة الملوحة في المناطق الحارة وعلى وجه الخصوص في البحار المغلقة حيث لا تستطيع البحار تعويض ما تفقده من مياه بفعل التبخر ؛ ويضرب البحر الميت رقما قياسيا في  نسبة الملوحة إذ تبلغ 275% .
الحرارة:
تتغير حرارة المحيطات والبحار بصورة بطيئة بالمقارنة مع سرعة تغير حرارة اليابسة ففي وسط المحيطات لا تتغير الحرارة اليومية في المتوسط إلا بدرجة مئوية واحدة ؛ وهذ ما يجعل المناطق القريبة من السواحل والمتأثرة بالهواء البحري تتميز باعتدال حرارتها الجوية .
وتختلف حرارة المياه البحرية حسب العمق وحسب العرض ، فهي تنخفض تدريجيا حتى 1000 متر حيث تستقر حوالي درجة مئوية واحدة بالنسبة للمحيطات ، كما تنخفض حرارة المياه السطحية من العريض الدنيا نحو العروض العليا ، وفي المناطق القطبية تتعمد المياه البحرية خلال الشتاء وتشكل قشرة جليدية تطفو فوق المياه تدعى "بانكيز" وتجدر الإشارة إلى أن القطب الشمالي تغطيه قطعة جليدية ضخمة دائمة التجمد .
وفي المحيطين المتجمدين الشمالي والجنوبي توجد قطع جليدية ضخمة عائمة متفاوتة الحجم تدعى إيسبرغ وهي عبارة عن قطع جليدية انفصلت عن الأنهار الجليدية القارية .

الكثافة:
إن ماء البحر أكثر وزنا من الماء العذب لما يحمله من معادن وأملاح ، فاللتر الواحد يزن في المتوسط 1.02 كيلوغرام بينما نعلم أن لترا من الماء العذب يزن كيلوغراما واحدا ؛
وتختلف كثافة مياه البحر حسب درجه الملوحة ، وتختلف بالخصوص حسب الحرارة إذ الماء البارد أكثر كثافة من الماء الدافئ .
حركات المياه البحرية:
تتجلى هذه الحركات في الأمواج ، والمد والجزر ، والتيارات البحرية .
 
الأمواج: نظرا لهبوب الرياح تظهر على سطح المياه تجعدات تدعى "العباب" ، وهي عبارة عن موجات تنتشر على سطح البحر وتنتقل إلى أبعد من مناطق هبوب الرياح وبطبيعة الحال يتزايد علو الموج كلما زادت حدة الرياح ؛ وعندما تكون الأمواج تحت التأثير المباشر لرياح قوية أو عندما يقل العمق بالقرب من السواحل تنكسر الأمواج ويعلوها الزبد .
ويرجع ذلك إلى كون الموجة تفقد توازنها إذ تنصب نحو الأمام فتحبس الهواء الذي يتسبب في حدوث رغوة عند انسحابه من الماء .
وتلعب هذه الأمواج المتدفقة دورا أساسيا في تشكيل التضاريس الساحلية .
المد والجزر:
تتجلى هذه الحركة على الشواطئ في إرتفاع مستوى البحر ثم في إنخفاضه بصورة دورية خلال اليوم . فأثناء المد تزحف المياه البحرية تدريجيا نحو الشاطئ حتى تبلغ حدا معينا لتعود إلى الإنسحاب خلال الجزر .
وترتبط هذه الظاهرة أساسا بجاذبية القمر حيث إن هذه الجاذبية رغم قوتها المحدودة تنعكس على الغطاء المائي البحري نظرا لليونته  هذا بالإضافة إلى جاذبية الشمس . ذلك أن حدة المد والجزر تكبر عندما تعمل الشمس والقمر في نفس الإتجاه ، بينما يكون المد والجزر ضعيفا عندما تتعارض جاذبيتهما ؛ وهكذا فإن المد وتقوى عندما يكون القمر هلالا وعندما يصير بدرا ويضعف المد في فترتي التربيع الأول والأخير .
إلا أن هناك عوامل أخرى تغير من قوة المد أهمها شكل وعمق الأحواض البحرية ؛ فأقوى فرق بين المد والجزر يسجل في الخلجان البحرية القليلة العمق ، كما يلاحظ  أن المد على السواحل الأطلنتية أهم مما هو عليه على السواحل المتوسطية ، وينعدم المد في البحار المغلقة .
وعلى العموم فإن جل سواحل المحيطات والبحار المفتوحة تعرف حركتي المد والجزر خلال اليوم الواحد . فعلى سواحل المحيط الاطلنتكي يسجل مدان وجزران خلال 24 ساعة و50 دقيقة ، غير أن بعض السواحل الأسيوية المطلة على المحيط الهاديء لا تعرف إلا مدا واحدا خلال اليوم .
إن لحركة المد والجزر انعكاسات مختلفة فهناك منطقة ساحلية معرضة بصورة مستمرة لغزو مياه البحر وانسحابها وهي التي تعرف برصيف المد ؛ كما أن مستوى مياه مصبات الأنهار يتغير بفعل المد والجزر ومن نتائج هذا أن السفن لا تدخل ميناء القنيطرة بالمغرب إلا في فترة المد عندما يرتفع مستوى مصب نهر سبو .
وقد فكر البعض في استغلال قوة اندفاع المياه الناتجة عن حركة المد والجزر لإتتاج الطاقة الكهربائية كما هو الحال في محطة نهر"الرانص" شمال غرب فرنسا .

التيارات البحرية:
تتمثل هذه التيارات في إنتقال المياه البحرية بسرعة ملموسة تتجاوز 12 ميلا بحريا وهي إما دافئة أو باردة .
ترتبط هذه التيارات بعوامل مختلفة :
فقد تنشأ هذه التيارات عن إختلاف في كثافة المياه البحرية ، لذلك نلاحظ  وجود تيارات تسوية تتجه من البحار الباردة نحو البحار الدافئة حيث تقل كثافة الماء .
لكن أبرز عوامل ظهور هذه التيارات يكمن في وجود راح دائمة . فالرياح الغربية العكسية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية تحدث تيارا بحريا يمر عبر الأجزاء الجنوبية للمحيطات (تيار المتجمد الجنوبي) .
كما أن الرياح التجارية بحكم إنتظام هبوبها تحدث تيارات بحرية في نصفي الكرة داخل المنطقة ما بين المدارية .
غير أن دوران الأرض من جهة وأشكال السواحل من جهة أخرى يعملان على انحراف التيارات البحرية فدوران الأرض يحدث انحرافا في إتجاه التيارات ذات اليمين في النصف الشمالي من الكرة وذات اليسار في النصف الجنوبي (قوة كوريوليس) . كذلك يؤدي اصطدام التيارات البحرية بالساحل القارية إلى انحراف تبعا للشكل العام لهذه السواحل . وهذا ما نلاحظه مثلا بالنسبة لتيار "كوروشيفو" الذي ينعرج ذات اليمين عند اصطدامه بالقارة الأسيوية وذات اليسار عند بلوغه سواحل ألاسكا .
ولهذه التيارات نتائج مناخية وحيوية .
فالتيارات البحرية تعمل على تبريد الطبقات السفلى من الجو في المناطق شبه المدارية على الواجهات الغربية من القارات مما ويحول دون تصاعد الهواء ويعمل بالتالي على استقرار واستحالة التساقطات ؛ وهكذا فإن هذه المناطق تكسوها الصحاري كما هو الشأن بالنسبة لسواحل الصحراء المغربية وساحل البيرو وساحل شمال الشيلي.
كما أن التيارات البحرية تعمل بصفة عامة على تلطيف الجو على الواجهات الغربية من القارات . إما بتلطيف الحرارة (التيارات الباردة في المناطق الحارة) ، أو بتدفئة الجو (التيارات الدافئة في المناطق الباردة كأوربا الغربية مثلا ) .
وتتميز أيضا مناطق إلتقاء التيارات الباردة والدافئة بثرواتها السمكية الهائلة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.