الأبله
لا أحد منا، أيها الأعزاء، يريد أن يكون أبله،
ولا أحد يقبل حتى من زملائه أن ينعتوه بالأبله أثناء مزاحهم، ومع ذلك فإن الناس
جميعا تعجبهم حكايات البله، لأنها مسلية، أليس كذلك؟ تعالوا إذن، نستمع إلى بعض
هذه الحكايات.
أصبح أحد هؤلاء البله يوما، وقد وضع في عنقه
قلادة بها جلجل، فتعجب الناس منه وسألوه:
لماذا تضع هذه القلادة في عنقك؟
ألا تعرفون؟ أضعها في عنقي لأعرف بها نفسي.
وفي إحدى الليالي، نام هذا الأبله الظريف
بقلادته، فقام أخوه، ونزع القلادة ووضعها في عنقه، وفي الصباح، قال الأبله لأخيه: يا أخي، أنت أنا، فمن أنا؟
وفي يوم من الأيام، اشترى هذا الأبله أرنبا
صغيرا بأحد عشر درهما، واتجه نحو البيت وهو يحمل الأرنب بين يديه. وفي الطريق سأله
بعض الناس:
بكم اشتريت هذا الأرنب؟
فتح الأبله كفيه، وفرق أصابعه، وأخرج لسانه فقفز
الأرنب هاربا .
وفي يوم آخر استأجر الأبله حمالا يحمل له دقيقا؛
ولكن الحمال هرب منه. وبينما الأبله في طريقه ذات يوم، إذا به يبصر صاحبه الحمال،
فأسرع واختفى عنه .
فلما سألوه:
لماذا اختفيت عنه وقد سرقك؟
قال متمتما:
خ خ خفت أن يطالبني بأجرته؟
ما رأيكم أيها الأصدقاء؟ أليست حكايات مضحكة؟
وهل يرضى أحد منكم، بعد هذا، أن يكون أبله؟ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق