النفس والإرادة


الإرادة هي تصميم واعٍ على أداء فعل معين، ويستلزم هدفاً ووسائل لتحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى العمل الإرادي، وليد قرار ذهني سابق.
 يذهب المثاليون إلى أن الإرداة خاصية مستقلة عن المؤثرات والظروف الخارجية، في حين يرى الماركسيون أنها ثمرة المعرفة والتجربة والتربية؛ أما الرواقيون فيرون أن الإرادة أساس المعرفة والسلوك، لأنها جهد نفسي يقوم عليه الإدراك الذهني؛ وذهب ديكارت إلى أنه لا إرادة حيث لا استطاعة.

 الإرادة هي إحدى الوظائف النفسية لدى الإنسان التي يبدأ بها اتخاذ القرار.. ويبدأ بها تنفيذ هذا القرار فعليا.. ويستمر بها في عملياته النفسية والحركية حتى يصل إلى الهدف، والإرادة تساعد الإنسان على الاختيار الحر عندما يقف في متناقضات أو يقف في موقف اختياري بين رغبات وأهداف.

 كل عمل ناجح لرجل ناجح وراءه عزيمة وتصميم وإصرار على المبادأة وتحمل المشقة والصعاب وإرادة على الاستمرار والتضحية من أجل النجاح. إن كل إنسان يولد وقوة الإرادة كامنة في أعماقه فقد تكون هي محصلة لكثير من وظائف المخ المختلفة ولكنه لم يستدل بعد على طبيعتها ولا على مراكزها في هذا المخ. 

وعلى ضوء قوة الإرادة أو ضعفها يمكن لكل منا، أن يسهم في دفع عجلة الحياة إلى الأمام، وأن يكتشف القوة الداخليّة التي قد تكون بحاجة لمن يوجّه لها الضوء لكشفها له فيستفيد منها، ليفيد أسرته ومجتمعه ووطنه والأهم من ذلك كله يفيد نفسه ولا يبقى تحت طائلة الضغوط النفسيّة.

إن وهن الإرادة يدفع المرء كذلك إلى التراجع عن كل عمل ينوي الإقدام عليه، لا بسبب إلا لخوفه من التقدّم والانطلاق للأمام، فالإحساس بالمذاق المرّ للإخفاق المتكرّر يسيطر على الإنسان عديم الإرادة، فيُصاب بالاضطرابات النفسيّة التي تكون وليدة ضعف الإرادة لديه.
 
 إن اضطراب الإرادة قد يظهر بشكل تردد في آخذ القرار أو تردد في اتخاذ الموقف أو تردد في العمل.. وقد يظهر اضطراب الإرادة بشكل إجبار الإنسان على عمل معين أو فكر معين دون سبب طبيعي وهذا ما يحدث في الوساوس والأفعال القهرية التي تشكل اضطراب نفسي يمكن علاجه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.