مفهوم الأدب

كل حضارة من الحضارات إلا ولها أدبها الخاص الذي صور نمط الحياة فيها،وحضارتنا العربية لها أدبها الذي يعتبر سجلا هاما لحياة العرب.
 فالشاعر العربي القديم في العصر الجاهلي صورهذه الحياة بكل دقائقها وتفاصيلها أحسن تصوير،حيث جعل من هذا الأدب مرآة تعكس الحياة العربية في ذلك الوقت من علاقات إجتماعية وحروب ومنافسات قبائلية،فشعر هذه المرحلة يعتبر سجلا تاريخيا لتلك المرحلة.

 ولما جاء الإسلام عم نوره أطراف الجزيرة العربية وأتى بأخلاق جديدة فهي مجموعة من التقاليد الجاهلية ثم ثأثرالشعر بأخلاق الإسلام،فضعف الشعر في هذه المرحلة نظرا لإنشغال المسلمين بالفتوحات وإبتعادهم عن حياة المجون واللهو إلى حياة الجد وعبادة الحق والمعاملات الإنسانية...بعد ذلك بزغت الدولة الأموية فظهر مجموعة من الشعراء الذين صوروا هذه المرحلة (كجرير والفرزدق والأ خطل) فانتهت هذه المرحلة بحلول مرحلة جديدة وهي مرحلة العصر العباسي هذا العصر الذي وصلت فيه الحضارة الإسلامية أوجها فسما الشعر سمو العصر أنذاك وظهر العديد من الشعراء (أبو الطيب المتنبي ، أبو نواس، أبو تمام، البحتري...) ولم يقف هذا التطور الحضاري عند الشعر فقط بل إمتد أيضا حتى شمل النتر حيث برزت كتابات نترية متألقة في هذه المرحلة  ونأخذ كنموذج على ما ذكر (كليلة ودمنة) لإبن المقفع و (البخلاء) للجاحظ.

وإذا كان الشعر الأموي ضرورة سياسية لتدعيم ركائز الدولة فقد أصبح في العصر العباسي فكثر الطلب عليه حتى تأنق في نظمه وإختياره وبعد ذلك تقهقرت الحضارة العربية وحلت مرحلة الجمود الفكري والحضاري وسميت هذه المرحلة بعصر الإنحطاط نظرا للإنحطاط الذي شهده العالم العربي سواء من الناحية الإقتصادية والسياسية والفكرية ومن ثم شهد الأدب إنحطاطا لا مثيل له ونذكر من شعراء هذه المرحلة البصيري وصفي الدين الحلي.

ولكن الأدب ما لبث أن نفض على نفسه غبار الإهمال وقيود الجمود والعبودية فعاد إلى شبابه مع ظهور عصرالنهضة الذي قدم مسحة جديدة للعصر الموالي وهو العصر الحديث الذي شهد نهضة فكرية كان الأدب أقوى أسبابها وفي نفس الوقت من أبرز نتائجها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

MODAKRATI تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.